الجمعة، 6 يونيو 2014

Listen To You (Part 1)

Listen To You (Part 1)


بدأت عملها الجديد كموظفة فى شركة دعايا ضخمة..فقد قبلوا بها بعدما رأوا بعضا من اعمالها و افكارها و اعجب مدير الشركة بحماسها و شخصيتها لذا وظفها فوراا..

كانت جادة للغاية بشأن عملها الجديد..تذهب الى الشركة يوميا من اجل 
العمل لا غير..ترتدى ملابسها الرسمية و نظارتها و ترفع شعرها و تسير 
داخل الشركة بخطوات ثابته لتذهب الى مكتبها و تعمل بالساعات..

و لكن خلف هذه الثقة و الجدية كانت تختفى فتاة طيبة,خفيفة الظل,و نقية 
للغاية..تتصنع المبالاة و عدم الاكتراث و لكنها فى الحقيقة تكترث لأمر 
شخص ما..

هذا الرجل الذى سلب منها قلبها..على الرغم من انها لم تتحدث معه سوا فى ترديد تحية الصباح الا انها احبته..دائما ما يأتى فى موعده..يلقى التحية على جميع الموظفين ثم يجلس امام مكتبه..لا تبدوا عليه الجدية عندما يعمل ولكنه يستمتع كثيرا بوظيفته..لديه الكثير من الاصدقاء معظمهم فتيات..فكرت بأن تتحدث معه مثلما تفعل اى فتاة و لكن عندما كانت تهم لفعل هذا كان يوقفها شئ ما و تتردد فى الذهاب للتحدث معه..

لم تعلم سبب ترددها..ربما لن يكترث لأمرها..ربما تحرجها احد صديقاته 
امامه..ربماا..

قطع تفكيرها صوت اتى من خلفها..

أميرة:"هااااااى..رحمة.."

التفت لها:"ماذا هناك؟!!"

اعطتها اميرة بعض الملفات:"اخبرنى المدير ان اعطيك تلك الملفات لتلقى 
عليها نظرة و تضعى اقتراحاتك و عندما تنتهين اعيديها له.."

رحمة:"حسنا.."

وضعت الملفات على المكتب ثم نظرت امامها لتجد كيوهيون ينظر 
باتجاهها..اهداها ابتسامة ثم عاد لأكمال عمله..

تنهدت و بدأت تنظر فى عملها ايضا..

انتهت مواعيد العمل الرسمية..نهضت من امام مكتبها بعدما نظمته و 
غادرت..

فى الصباح التالى اكملت دراسة الملفات التى بعثها لها المدير و وضعت 
ملاحظاتها ثم اخذتها و ذهبت الى حجرته..

طرقت الباب ثم دخلت لتجد كيوهيون يجلس مع المدير..

رحمة:"اذا كنت منشغلا الان سآتى لاحقا.."

كانت ستهم بالمغادرة و لكن اوقفها صوت المدير..

المدير:"لالا رحمة..انتظرى.."

وقفت فى مكانها و نظرت اليه..

المدير:"هل انتهيتى من الملفات؟!!"

رحمة:"نعم.."

اقتربت من مكتبه و اعطته الملفات..

المدير اثناء تفقده عملها:"اجلسى.."

جلست على الاريكة امام مكتبه بجانب كيوهيون..

المدير:"كما توقعت.."

نظر كلاهما اليه ليكمل حديثه:"افكاركما جيدة و لكنها تحتاج الى قليل من 
التعديل – نظر لهما – هناك شركة ضخمة اختارتنا لتولى حملتها الدعائية و اريدكما ان تعملا معا بها..ستكون نقلة كبيرة لكما ان نالت اعجابهم.."

ترددت رحمة قليلا فى الرد قبل ان يجيب كيوهيون بابتسامة..

كيوهيون:"لا توجد مشكلة..أنا موافق.."

نظرت له ثم عادت للنظر الى المدير و اومأت موافقة بابتسامة..

المدير:"هذا جيد..لديكما اسبوعان لتعملا على الحملة.."

رحمة:"ماذا؟!!لكن..كيف سننتهى خلال اسبوعين فقط؟!!نحتاج لمزيد من 
الوقت.."

المدير:"هذه المدة المحددة لنا..لذا كلما اسرعتم كان افضل.."

نهضا من اماكنهما بعدما اعطاهم المدير المعلومات اللازمة لعملهما..

غادرا حجرة المدير و كانت رحمة تبدوا شاردة قليلا و قلقة..

لاحظها كيوهيون فوضع يده على كتفها لتلتفت له..

كيوهيون:"لا داع للتوتر..سننتهى فى الموعد المحدد.."

رحمة:"ألست قلقا؟!!"

كيوهيون:"أنا اثق بقدراتنا – تنهد و ابعد يده عنها – و لكن سنضطر الى 
العمل لفترة اضافيه لمدة اسبوعين.."

رحمة:"حسنا..لدي عمل سأنهيه ثم نجلس سويا لنعمل على تلك.."

رفعت الملفات التى بيدها فى مستوى وجهه..

تركته و ذهبت الى مكتبها..كانت تشعر بالسعادة لأنها ستعمل معه..ربما 
يتقربان و يصبحان صديقين..على الرغم من انها لا تريده كمجرد صديق 
لكنها ارتضت بالقليل..

انتهت من عملها ثم اخذت الملفات و ذهبت الى كيوهيون..كان يتحدث مع 
احد الفتيات و يضحكان سويا..توقفا عن الحديث عندما لاحظاها و نظرا 
لها..

رحمة:"هل قاطعت شئ؟!!"

كيوهيون يعتدل فى جلسته:"لا ابدا..هل نبدأ؟!!"

نهضت ريم من مكانها و نظرت لهما بابتسامة:"لن اعطلكما اذن..حظا موفقا – نظرت الى كيوهيون – و انت ما زلت تدين لى بمشروب.."

تركتهما و غادرت المكان بينما ابتسم كيوهيون

كانت رحمة متسمرة فى مكانها تراقب ريم و فى رأسها الف فكرة..هل يعقل 
انها حبيبته؟؟!!هل يتواعدان؟!!ام انهما مجرد اصدقاء؟!!

افاقت على صوته..

كيوهيون:"ألن تجلسى؟!!"

اشار الى مقعد فارغ بجانبه لتجلس عليه..جلسا سويا و ظلا يعملان و 
يتناقشان لوقت طويل حول ما سيفعلانه و يحددان عمل كل واحد منهما..

مضى اسبوع على عملهما معا..تقربا من بعضهما كثيرا و ازدادت مشاعر 
رحمة اتجاه كيوهيون..و فى وقت راحة الغداء كانا يجلسان سويا يأكلان و 
يتحدثان..

رحمة:"تبقى اسبوعا واحدا فقط و ما زال لدينا الكثير من الاشياء لنفعلها"

لم يجيبها كيوهيون..فقط التزم الصمت و هو ينظر الى عيناها..

تعجبت من نظراته لها و شعرت بالتوتر..

رحمة:"ماذا هناك؟!!"

كيوهيون:"ألا تتحدثين عن شئ سوا العمل؟!!"

رحمة:"ماذا؟!!"

كيوهيون:"انت لا تتحدثين فى اى مواضيع اخرى..لا عن نفسك ولا 
حياتك..حتى ان اصدقائك عددهم محدود.."

رحمة:"لست مقربة من احد كفاية لأتحدث معه عن حياتى.."

كيوهيون:"لماذا؟!!"

صمتت قليلا ثم تنهدت..

رحمة:"جئت الى هنا من اجل العمل لا من اجل تكوين صداقات.."

كيوهيون يتفحص نظراتها:"ثقتك بنفسك قليلة.."

رحمة:"أنا خجولة بعض الشئ.."

كيوهيون بثقة:"ما زلت على رأيى.."

لم تستطع الهرب من نظراته لها..شعرت بالتوتر و القليل من 
العصبية..ارادت تغيير الموضوع لذا نظرت حولها و كأنها تبحث عن شخص ما...

رحمة بتوتر:"على كل حال..اين ريم؟!!لم لم تأتى اليوم؟!!"

كيوهيون:"هل هذه طريقتك فى تغيير الموضوع؟!!"

نظرت له بجدية:"و هل هذه طريقتك فى احراجى؟!!"

اقترب منها و نظر فى عيناها:"هذه طريقتى فى التقرب منك.."

ابتعد عنها لترتسم على وجهه ابتسامة..

ابتلعت ريقها ثم امسكت ببعض الملفات و بدأت بفتحها..

رحمة:"لنكمل عملنا.."

عادا للعمل و لكن لم تكن رحمة فى كامل نشاطها..لم تركز جيدا فيما 
تفعله..كل ما يشغل تفكيرها هو الحديث الذى دار بينها و بين كيوهيون و 
عن انه يريد التقرب منها..

انتهت مواعيد العمل و لكن ما زال امامهما الكثير لانجازه لذا استمرا فى 
العمل و لم يغادرا..حتى لم يعد يوجد احد سواهما...

توقفت عما تفعله و بدأت بالحديث فجأة..

رحمة:"انت محق.."

نظر لها بتساؤل...

رحمة:"ربما لا اثق بنفسى كما ينبغى – خلعت نظارتها و فركت عيناها 
بتعب – لا استطيع ان اكون على طبيعتى ابدا..اشعر بالتوتر من نظرات 
زملائى لى..اخشى ان يتحدثوا عنى..ربما اذا حاولت التقرب من احد لن 
يتقبلنى – نظرت الى كيوهيون – اخفي توترى وراء هذا الزى الرسمى و 
تلك النظارة و ربط شعرى حتى يتضح اننى جادة فيما افعله..حتى اجبر 
الجميع على احترامى.."

امسك بنظارتها و تفحصها:"أنا لا ارتدى نظارة طبية ولا زى رسمى و 
بالرغم من هذا يحترمنى الجميع..انت من تجبرين الجميع على احترامك و 
ليس ملابسك.. – اقترب منها و تأمل عيناها مما ارغمها على الابتعاد قليلا 
هل تعانين من ضعف النظر؟!!"

حركت رأسها بالنفى:"هذه لحفظ النظر.."

كيوهيون بتساؤل:"هل ترتدين نظارة لأنك تخشين ان يضعف نظرك و 
تضطرين لارتداء نظارة؟!!"

ضحكت من سؤاله..على الرغم من غرابته الا ان لديه وجهة نظر مقنعة..

رحمة:"ربما.."

كانت ستأخذ نظارتها من يده و لكنه ابعدها سريعا..

كيوهيون:"لا لم تحذرى..لديك عينان جميلتان لا تخفيهما – صمت قليلا ثم 
تابع بصوت اقرب للهمس – على الاقل معي.."

شعرت بنبضات قلبها تتسارع بسبب كلماته تلك..التزمت الصمت و هى 
تنظر له ولا تعلم ماذا تقول..

تبادلا النظرات لثوان و كانت الابتسامة على وجهه لم تفارقه حتى نظر الى 
ساعته..

كيوهيون:"لقد تأخر الوقت..-نظر لها- هيا سأوصلك.."

رحمة:"لا..لا داع..سأذهب وحدى.."

كيوهيون:"و كأنى سأدعك ترحلين وحدك بهذا الوقت..هيا سأوصلك..اين 
تسكنين؟!!"

اخذها و ذهبا سويا الى موقف السيارات..صعدا الى سيارته و انطلقا..

رحمة:"شكرا على ايصالى.."

ابتسم:"على الرحب.."

رحمة:"اظن اننا اوشكنا على الانتهاء من العمل..قليل بعد و ننتهى.."

كيوهيون:"انت حقا لا تتحدثين سوا عن العمل.."

رحمة:"فى اى موضوع تريدنا ان نتحدث اذا؟!!"

كيوهيون:"لا اعلم..اى شئ.."

رحمة:"تحدث انت اذا..ليس لدى ما اقوله.."

كيوهيون:"هل لديك حبيب؟!!"

رحمة:"لماذا تسأل؟!!"

كيوهيون:"لأننى اعتقد انه يشعر بالملل عندما يتحدث معك.."

رحمة:"ربما لهذا السبب ليس لدي حبيب.."

نظرت له لتجده يحاول اخفاء ابتسامة باديه على وجهه..

رحمة بعصبية:"لماذا تبتسم؟!!ماذا عن حبيبتك انت؟!!اراهن انها تعانى 
معك.."

كيوهيون:"ليس لدي حبيبة.."

تعجبت من كلماته تلك..

رحمة بصوت اقرب للهمس:"و لكن..."

نظر لها ثم عاد للنظر امامه..

كيوهيون:"لكن ماذا؟!!"

رحمة:"اليست ريم حبيبتك؟!!"

كيوهيون بسخرية:"من اين خطرت لك هذه الفكرة؟!!"

رحمة:"انتما قريبان من بعضكما للغاية.."

اوقف السيارة بشكل مفاجئ و نظر لها..كان وجهه خاليا من التعابير..

رحمة بتساؤل:"لماذا توقفت؟!!"

اقترب منها بسرعة و لم يبقى بينهما سوا مسافة عقلة اصبع..كان ينظر الى 
عيناها مباشرة..تفاجئت بفعلته تلك مما جعلها تشعر بالتوتر الشديد و كاد 
قلبها ان ينفجر بسبب قربه منها بتلك الطريقة..

رحمة بتوتر واضح و صوت مهزوز:"م م ماذا تريد؟!!"

كيوهيون:"أنا الان قريب منك..هل نحن نتواعد هكذا؟!!"

نظر لعينااها المتوترة قليلا ثم ابتعد عنها:"دعينى اوضح لك امرا..لا يوجد 
بينى و بين ريم اى شئ..هى بالنسبة لى صديقتى المقربة..فقط.."

كانت قد فقدت قدرتها على النطق بسبب ما فعله..لم تعلق على ما قاله..فقط 
ابتلعت ريقها و نظرت من خلال النافذة بتوتر شديد..

عاد هو ايضا للنظر امامه و انطلق بالسيارة مجددا..لم يتحدث اى منهما 
ثانية طوال الطريق..كان الصمت حليفهما..

وصلا امام منزلها..خرجت من السيارة و دخلت الى المبنى الذى تسكن به 
بخطوات مسرعة دون ان تنطق بحرف واحد..

ظل واقفا بالسيارة قليلا حتى لاحظ نظارتها كان قد نسى إعادتها لها..

امسك بها يتأملها قليلا،وضعها امامه ثم غادر و ذهب الى منزله..

لم تستطيع النوم تلك الليلة..فما حدث كان يستحوذ على تفكيرها..

حديثه،افعاله و نظراته لها..ازداد توترها و شرودها به..ما الذى يريد ان 
يصل له؟!!

اصبح هذا السؤال هو محط تفكيرها و ما يدور برأسها..

فى الصباح التالى نهضت من الفراش فى الرابعة فجرا..لم تحتاج الى منبه 
يزعجها فهى لم تنم طوال الليلة الماضية..

اغتسلت و احتست قهوتها الخالية من السكر بالمطبخ كعادتها كل صباح ثم 
دخلت الى غرفتها لترتدى ملابسها من اجل العمل..

وقفت امام المرآة لتهندم نفسها..رفعت شعرها كعادتها ثم بحثت عن نظارتها 
و لكنها تذكرت انها تركتها مع كيوهيون ليلة امس..تنهدت بقلة حيلة ثم 
اخذت حقيبتها و غادرت المنزل..

وصلت الى العمل مبكرا ثم ذهبت لتجلس امام مكتبها و بدأت بالعمل حين 
سمعت صوت خطوات اقدام..نظرت امامها لتجدهما اميرة و ريم قد وصلتا 
بالفعل..

اميرة بابتسامة:"انت هنا؟!!"

رحمة:"ما الذى جاء بكما مبكرا هكذا؟!!"

ريم تضع حقيبتها على مكتبها:"نحن ايضا نحب عملنا انسة رحمة.."

رحمة:"لم اقصد هذا.."

اميرة:"دعك منها..هكذا هو مزاحها و لن يتغير ابدا..عليك الاعتياد عليه..."

ريم:"سمعت هذا.."

اميرة:"تعمدت هذا على اى حال.."

ريم بغيظ:"تشه.."

رحمة:"هل ستتشاجران الان؟!!"

اميرة:"فى الحقيقة..لقد كان هدفنا ان نتشاجر معك انت.."

رحمة بتعجب:"ماذا؟!!"

جلست اميرة على مكتب رحمة مما تسبب بظهور جزء من ساقيها بسبب 
ملابسها القصيرة و نظرت لها..

اميرة:"الم تخبريه بعد؟!!"

رحمة:"اخبر من؟!!و بماذا؟!!"

ريم:"اخبرتك انها لن تخبرك بشئ.."

اميرة بنفاذ صبر:"اصمتى انتى – نظرت الى رحمة بحدة – و انت 
اخبرينى..ليس لدينا اليوم بأكمله لأجعلك تتحدثي..هل اخبرت كيوهيون انك معجبة به؟!!"

شعرت رحمة بالصدمة من سؤال اميرة..و اصبحت تتعرق بشدة..

رحمة بتوتر:"ه هل كنت تعرفين؟!!"

ريم بسخرية:"الجميع يعرفون.."

رحمة:"ماذاااااا؟!!"

اميرة بخيبة امل:"انت حقا ميئوس منك..فاشلة فى اخفاء مشاعرك..و اكثر 
فشلا فى حياتك العاطفية.."

رحمة:"و من قال لك هذا؟!!حياتى ناجحة للغاية.."

لم تعر اميرة لكلامها اهمية..

اميرة بعدم اقتناع:"فاشلة ايضا فى الكذب.."

ريم:"اسدى لى خدمة و اخبريه بمشاعرك.."

رحمة:"و لكن..ماذا اذا رفضنى؟!!"

ريم:"حينها سنرتاح من تلك الدراما التى اصبحت تزعجنى.."

كانت ستجيبها رحمة حين دخل ليتوك الى الشركة..ساد الصمت و نظر له 
ثلاثتهم..

ليتوك بابتسامة:"صباح الخير.."

اجابوا:"صباح الخير.."

لاحظ ليتوك ملابس اميرة القصيرة..رمقها بنظرة عابسة مليئة بعدم الرضا 
ثم جلس امام مكتبه و لم ينظر له ثانية..

كانت تلك النظرة كفيلة بجعل ااميرة تنهض من فوق مكتب رحمة سريعا و 
الذهاب للجلوس امام مكتبها هى ايضا من دون ان تنطق بكلمة واحدة..

ابتسمت ريم من افعال اميرة و ليتوك ثم اقتربت من رحمة و همست لها..

ريم:"حمدا لله انى لم احصل على حبيب بعد.."

عاد كلا منهما الى العمل و بعد نصف ساعة وصل كيوهيون الى الشركة و 
ذهب الى مكتب رحمة...

وقف امام مكتبها و قد كانت تعمل..شعرت به يقف امامها فنظرت له..

رحمة بابتسامة:"صباح الخير.."

كيوهيون:"صباح الخير.. – اعطاها نظارتها – لقد نسيت اعطائك هذه مساء امس.."

اخذتها منه:"شكرا لك.."

جلس بجانبها:"هل نبدأ؟!!"

رحمة:"نعم..و لكن دعنى اذهب لأحضار القهوة اولا.."

كيوهيون:"اجلسى انت سأحضرها.."

رحمة:"لا بأس..سأحضرها أنا.."

نهضت سريعا و ذهبت لأحضار القهوة..وجدت ليتوك و اميرة امام ماكينة 
صنع القهوة يتحدثان بصوت اقرب للهمس و لكنها سمعت حديثهما..

كان ليتوك يعنف اميرة بسبب ملابسها القصيرة و انه لا يحب ان ينظر احد 
لها..

"يمكنك ارتداؤها امامى فقط."

هكذا قالها و قد كان الضيق باديا على وجهه..

انتبها الى رحمة التى كانت تقف قريبا منهما..

نظرت لهما بابتسامة مصطنعة ثم اقتربت منهما..اخذت كوبين من القهوة و عادت حيث يجلس كيوهيون..

كانت تفكر كم اميرة محظوظة لأن لديها شخص يحبها و يهتم بها..كما انه 
يشعر بالغيرة الشديدة عليها..

عادت الى كيوهيون و اعطته قهوته ثم جلست على المقعد بجواره..

مضى اسبوع على العمل سويا..لم تتجرأ رحمة على الاعتراف بمشاعرها 
له..

فبالرغم من تشجيع اميرة المستمر لها..الا انها كانت تشعر بالقلق فى كل 
مرة تتدخل ريم فى الحديث..فهى تعلم ان ريم تخفى عنها شئ ما..

فكلما سألتها اذا كان كيوهيون يتحدث عنها لا تعطيها اجابة شافية و تنهى 
الحديث بأنها لا تريد التدخل فى هذه المسائل..فربما ينتهى بها الامر فى لعب دور الوسيط بينهما و هذا ما لا تريده..كما انها لم تطمئنها ابدا اذا كان كيوهيون سيقبل بها ام لا...

لهذا اخفت رحمة مشاعرها عنه حتى تتأكد اذا كان معجبا بها ام لا..او ربما 
تخبره عن مشاعرها فى لحظة طيش و جرأة منها..

انتهى الموعد المحدد لهما فى المشروع و عرضا افكارهما على العملاء و 
قد كان عملهما متكاملا..و اعجب الجميع به..

شعرت رحمة بسعادة غامرة لأن جهودهما لم تذهب هباء..كما انهما حصلا 
على ترقية فى عملهما..و قد كان المدير معجبا بأدائهما للغاية..

و فى اليوم التالى ذهبت رحمة الى العمل و صادفت كيوهيون امام باب 
المصعد..

كيوهيون بابتسامة:"صباح الخير.."

رحمة:"صباح الخير.."

دخلا الى المصعد ليصعدا الى الطابق الذى يعملان به..

كانا يقفان ولا يتحدث ايا منهما الى الاخر..حتى قام كيوهيون و بطريقة 
مفاجأة بإيقاف المصعد..

تفاجئت من فعلته تلك و نظرت له بتساؤل..لتجده ينظر الى عيناها بنفاد 
صبر..

حاول استجماع شجاعته:"أنا لم اخبر فتاة هذا من قبل..و لكن – صمت قليلا 
ثم تنهد – حسنا..أنا.."

شعرت بنبضات قلبها تسرع و كادت تسمع صوتها..هل سيقولها الان؟!!لم 
تشح بنظرها عنه منتظرة سماعها فقط..حتى قالها اخيرا..

كيوهيون و قد ابعد نظره عن عيناها:"أنا معجب بك.. – وضع يده على 
عنقه – فى الواقع أنا احبك.."

كاد قلبها ينفجر حين سمعت كلماته تلك..انعقد لسانها و لم تعرف ماذا 
تقول...كان ينتظر اجابتها..

ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهها و نظرت موضع قدميها..

كيوهيون:"اذا...ما هو جوابك؟؟

نظرت له بابتسامة:"اعتقدت انك رومانسى كيوهيون شى..و لكنك قلتها هنا 
فى المصعد.."

نظر حوله ثم تحدث:"اعتذر لأنى خيبت آمالك..و لكنى ما زلت منتظرا 
اجابة.."

صمتت قليلا و لم تجيبه و ما زالت لا تستطيع كبح سعدتها..

نكزها بكتفه:"هيااا..اجيبينى."

رحمة:"تعرف اجابتى.."

كيوهيون:"اريد سماعها منك.."

كانت تشعر بالاحراج الشديد.فهى لم توضع فى هذا الموقف من قبل..

ضغطت على زر لأعادة تشغيل المصعد..

رحمة:"سنتأخر عن العمل..."

لم يرغب فى ارغامها على قولها..و اكتفى بأنه اصبح يعلم انها تبادله 
الشعور..

بمجرد خروجهما من المصعد بقية الموظفون مجتمعون و قد اعدوا زجاجات الشراب احتفالا بترقيتهما و عملهما الذى نال اعجاب العملاء..

ابتسم كيوهيون بسبب تلك المفاجأة..و سرعان ما اعتاد على الوضع و اصبح يحتفل معهم..بينما رحمة لم تكن معتادة على الحفلات و لم تشعر بالارتياح مطلقا...

وقفت بعيدا قليلا عنهم حين جاءت ريم و فى يدها كأس من النبيذ..

ريم:"لم تقفين وحدك هكذا؟!!"

رحمة:"فى الحقيقة..لست معتادة على الحفلات.."

ريم:"لا تكونى سخيفة..خذى هذا.."

مدت يدها لها بالكأس الذى تحمله..

رحمة بابتسامة محرجة:"أنا لا اشرب ايضا.."

ريم:"ماذا؟!! – وضعت الكأس على فمها – هيا حاوليه فقط.."

امسك كيوهيون بالكأس ليبعده عن رحمة و اخذ رشفة منه..

كيوهيون:"سأشرب عنها.."

ريم:"ااااششش..يا لكما من مملين.."

تركتهما يقفان سويا و ذهبت لتقف مع اميرة و ليتوك...

كيوهيون:"لا تشعرين بالارتياح..اليس كذلك؟!!"

اومأت له موافقة..

كيوهيون:"هيا..سأوصلك للمنزل..لقد بدأت امل على اى حال.."

اخذها و خرجا سويا من الشركة...ذهبا الى سيارته ثم انطلقا..

كان الصمت حليفهما..لم يتحدث اى منهما،فقد كانا يشعران بالحرج و لم 
يعتادا على الوضع بعد..

و بعد مدة تحدث بابتسامة:"هل تشعرين بالغرابة؟!!"

رحمة:"ما زلت لا استطيع استيعاب ما حدث.."

ابتسم بسبب ما قالته..

توقف عندما وصلا امام منزلها..ودعته و كانت على وشك الخروج من 
السيارة عندما امسك يدها..

نظرت له بتساؤل..

كيوهيون:"نحن الان نتواعد..لذا..توقفى عن الشعور بالحرج منى.. – نظر 
الى عيناها – كونى على سجيتك معى.."

ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهها قبل ان تقترب منه بسرعة و تطبع قبلة 
صغيرة على وجنته...

خرجت من السيارة سريعا بعدما قعلت ذلك ثم دخلت الى المبنى..

تفاجئ من فعلتها و لكنه شعر بالسعادة تغمره..

مضت سبعة اشهر منذ اعترف لها..توطدت علاقتهما اكثر و اصبحا يعرفان 
عن بعضهما كل شئ..اصبح حبها له يزداد يوما بعد يوم الى حد انها 
اصبحت متيمة به..وفى عطل نهاية الاسبوع كانا يقضيان اليوم معا بمنزل 
احدهما يشاهدا الافلام و يتناولان الطعام سويا و يخرجان فى بعض 
الاحيان...

و فى احد الايام كانت تجلس فى مكتبها مع اميرة و ريم يتحدثان بمواضيع 
مختلفة حتى فتحت امرة موضوع علاقتها مع كيوهيون..

اميرة بابتسامة ذات مغزى:"اخبرينى اذا..هل حدث بينكما شئ؟!!"

رحمة بتساؤل:"ماذا تقصدين؟!!"

اميرة:"توقفى عن اصطناع السذاجة.."

رحمة:"أنا حقا لا افهم.."

ريم:"تقصد هل اقمت علاقة معه؟!!"

احمر وجه رحمة خجلا مما قالته..

رحمة:"ب بالطبع لا..لا يوجد شئء من هذا.."

اميرة:"هااااااااى..انت كاذبة.."

رحمة:"حقا لم يحدث بيننا شئ.."

اميرة:"انتما تقضيان عطل نهاية الاسبوع بالمنزل بمفردكما..الم يحاول 
كيوهيون حتى ذلك؟!!"

ريم:"توقفى عن الالحاح اميرة.."

رحمة:"كلانا لا نفكر فى هذا الشئ..فى الوقت الراهن على الاقل.."

ريم:"اشك فى هذا.."

اكملت اميرة:"جميع الرجال يفكرون بهذا..حتى اذا لم يخبرك او لم يقدم على فعل شئ معك..بالتأكيد يريدك.."

صمتت رحمة و لم تجيبهما..كانت تفكر بكلامهما..ربما يكونا محقين..و 
لكنها لم تفكر ابدا بهذا الامر..و ليست مستعدة لهذا الشئ.

فى ذلك الوقت دخل كيوهيون الى المكتب ليجدهن سويا و كانت رحمة تبدوا 
شاردة..

اقترب منها ليقبل جبينها..اهدته ابتسامة..

كيوهيون:"لم تبدين شاردة هكذا؟!!"

ريم بابتسامة ذات مغزى:"كانت تفكر بك.."

نظر الى رحمة بابتسامة:"حقا؟!!و بماذا كانت تفكر حبيبتى؟!!"

ريم:"بما تفكر به انت.."

رمقتها رحمة بنظرة توعد بمجرد ان قالت ريم جملتها..

تظاهر بعدم معرفته بشئ ثم اقترب من ريم بابتسامة و عانقها..

كيوهيون:"كل عام و انت بخير.."

ابتسمت بفرح:"انت اول من يتذكر عيد ميلادى.."

كانت رحمة تنظر لهما و تستشيط غضبا من فعلة كيوهيون..

ابتعدا عن بعضهما و نظرا باتجاه رحمة و اميرة..

حاولت رحمة تصنع الابتسامة:"كل عام و انت بخير.."

ريم:"شكرا.."

اميرة:"لنخرج سويا بعد العمل و نحتفل.."

ريم:"موافقة.."

نظر كيوهيون الى رحمة ليرى ما اذا كانت ستذهب..

رحمة بابتسامة:"لنذهب.."

انهوا عملهم و خرجوا سويا ليحتفلوا بعيد ميلاد ريم..كانت رحمة تتعامل 
ببرود مع كيوهيون على غير عادتها ولا توجه له اى حديث..انتهوا من 
سهرتهم و اخذ كيوهيون ريم ليوصلها الى منزلها..

غادرت السيارة من دون ان تنطق بكلمة واحدة و ذهبت الى منزلها..بعد 
ثوان سمعت صوت طرق على باب المنزل..

فتحت لتجد كيوهيون امامها و ينظر لها بجدية..

رحمة:"ماذا هناك؟!!"

كيوهيون:"اخبرينى انت..انت عابسة منذ الصباح.."

رحمة:"الا تعرف لماذا؟!!"

كيوهيون:"لم اكن لآتى هنا اذا كنت اعرف السبب.."

رحمة بعصبية:"ما كان هذا الذى حدث بالمكتب؟!!كيف تعانقها هكذا 
امامى؟!!و تقبلها على وجنتها ايضا.."

كيوهيون:"ماذا؟!!"

رحمة:"اريد بعض الاحترام لوجودى تشو كيوهيون.."

كيوهيون:"انها صديقتى.."

رحمة:"و لكننى حبيبتك.. – تنهدت و تحدثت بهدوء – اشعر بالضيق عندما 
تعامل اى فتاة بتلك الطريقة..اعلم انها صديقتك و لكنها تظل فتاة.."

كيوهيون بابتسامة:"هل تشعرين بالغيرة.."

رحمة:"بالطبع افعل..الا يحق لى هذا؟!! – ضربته على كتفه – انت حتى لم تضمنى بتلك الطريقة كما فعلت معها اليوم.."

امسك يدها بمجرد ان انهت جملتها و جذبها نحوه بقوة ليبدأ فى تقبيلها بشغف و حب  شديدين..شعرت بالصدمة بسبب ما فعله،لم تستطيع استيعاب 
ما حدث و لم تستطع مجاراته فى تلك القبلة..فقد كانت قبلتها الاولى على اى حال..

ابتعد عنها بعد ثوان لينظر الى عيناها بابتسامة ليجد علامات الصدمة جالية 
على وجهها..

تحدثت بصوت اقرب للهمس:"ما كان هذا؟!!"

كيوهيون:"الا يحق لي تقبيل حبيبتى؟!!"

صمتت و لم تجيبه بينما حاوطها بذراعيه و ضمها الى صدره الدافئ..

كيوهيون:"ايتها الحمقاء..هل يجب علي فعل هذا لتفهمى كم احبك؟!!"

تشبثت بملابسه بقوة و اغمضت عيناها..

كيوهيون:"احبك.."

رحمة:"و أنا ايضا..كثيرا.."

لم يخبرها كيوهيون انه يعلم الموضوع الذى تحدثت به مع ريم و اميرة..فقد شعر انهما بحاجة الى الانتظار قليلا..

و فى احد الايام..كانا يجلسان فى منزل رحمة يشاهدان احد الافلام ثم جاء 
مشهد للبطل يقوم بتقبيل البطلة..لم يشعر ايا منهما بالإحراج..فقد رأوا مثل 
تلك المشاهد من قبل سويا و لكن تحولت اللقطة لهما بالفراش..

شعرت رحمة بالإحراج الشديد و بدأت بالسعال،بينما لم يتحدث كيوهيون و 
ابعد نظره عن التلفاز..

نهضت و ذهبت الى المطبخ لتشرب و تبعها كيوهيون..

لم يتحدث ايا منهما لثوان..فكلا منهما يعرف ما يفكر به الاخر..

قطع كيوهيون الصمت:"بماذا تفكرين الان؟!!"

التفتت له:"ماذا؟!!لا شئ..."

اقترب منها:"لا تريدين شئ بتلك اللحظة؟!!"

رحمة:"لا شئ.."

كيوهيون:"لا اصدق..الجميع يريدون شئ ما.."

رحمة:"حقا؟!!"

كيوهيون:"اهاا..و لكنهم لا يعرفون كيف يطلبوه.."

نظرت الى عينيه:"و انت..ماذا تريد؟!!"

اقترب منها حتى لم يتبقى بينهما مسافة عقلة اصبع و عيناه لم تفارق 
شفتاها..

كيوهيون:"اريدك انت.."



 يتبع.....

هناك 5 تعليقات:

  1. البااااارت توووحفة ^_^
    اسلوبك في كتاابة سلس جدا و حلووو اوووى
    و وصف الشخصيات جاامد
    و بالنسبة لاخر حته يعنى لو هى مش عايزة انا موجوودة برضوو :3 هههه
    مستنية الببببااااااااارت الجااى ^_^

    ردحذف
    الردود
    1. تسلميلى يا عمرى..بجد انتى مش متخيلة انا فرحانة اد ايه بالكومنت الجميل ده..
      تسلمى يا روحى :*

      حذف
  2. القصة جميلة جداااااااااااااااااا بجد يا حبيبتى تسلم الايادى انا حسيت انك نهيتيها بالشكل الجميل دة ما تخيلتش ان لسة قيها باقى طبعا متوقعة الباقى هيكون جميل زى البارت الاول فاااااااااااااااااايتنج يا قمر

    ردحذف
  3. بصراحة البرت حلوو اويي و الافكار متناسقة ابدعتيييي

    ردحذف
  4. البارت بجنن وكتير حلو ^^

    ردحذف