الأربعاء، 14 يناير 2015

اخر ذكرى

قصة قصيرة بعنوان:                                             اخر ذكرى











اخر ذكرى لنا كانت في مثل هذا الفصل....فصل تنمو به الزهور وتنمي جمالها في الأرجاء ...
تفوح رائحتها الزكية في المدينة
ألوانها الزاهية تجمل المكان


لكن,
الان,وبمرور الزمن والأيام...لم يعد بأمكاني رؤية جمالها أو الشعور بها....
كل ما استطيع الأحساس به واستنشاق رائحته هو رائحة الأدوية والأجهزة في هذا المشفى
صوت أجهزة قياس النبض تملئ رأسي
لكن,
مازالت رائحتها تغلب رائحة المشفى

أجل...رائحة محبوبتي مازالت تملئني

مع ان الأيام قد مرت...وأحداث اشتعلت
لكن رائحتها وصورتها مازالت عالقة في ذهني...


لقد كنا أجمل زوجين في الكون..
كنا في حياة سعيدة...نشتري الأزهار ونملؤها في الحديقة
بجانب شجرة الكرز...
اجل...شجرة الكرز التي جمعتنا ونمت حبنا
شجرة الكرز التي كانت تزهر كلما اقتربنا من بعضنا

مازلت اتذكر كل شيء رغم انني فاقد الوعي في المشفى

صورتها عالقة في ذهني...
عندما كنت امد يدي اليمنى
اسفل رأسها لتنام بحنان..
وجهها يقابل وجهي...
تتأمل وجهي وهي مبتسمة حتى تغلق عيونها الساحرتان وتنام
ثم اتأمل بوجهها وأداعب خسل شعرها
حتى أنام..


ما الفائدة الان...لقد مرت سنة من انفصالنا...
كنت سبب انفصالنا.....اجل
انا المعتوه الذي تركتها تبكي وهي تغادر المنزل

من اجل عملي...تركتها...يا لي من اخرقأ
وقتها...

انا: لقد قلت لكي...لا يمكنني تحقيق حلمك وان تكوني طبيبة
لقد منحوني واخيرا فرصة ان اعمل عملا كبير ويليق بي..

هي:لكن..لقد وعدتني انك ستكمل دراستي لأحقق حلمي و اصبح طبيبة

انا: لكن عملي اهم...

هي:جومي عزيزي,,

انا: لا تناديني عزيزي..لم اكن اتوقع انك ستناقشيني بشأن حلم...


وتشاجرنا...صرخت بوجهها..
خلعت خاتم الزواج..
وقلت ببرود

انا: لننفصل.

امتلئت اثار الاندهاش على وجهها
حاولت اخفاء دموعها
وبعد يوم..اخذت امتعتها من المنزل
وغادرت المنزل من الباب الخلفي لكي لا اراها تبكي
للاسف..رأيتها..كم كنت احمق!

ذهبت بعدها...ركبت سيارتي..
قدت بسرعة الرياح
سابقت الرياح لشدة غضبي
وفجأة!

شتت انتباهي للطريق رؤية شجرة الكرز تموت
فدمعت عيني
وعندما رأيت الطريق رأيت نفسي اسوق بتهور
حتى اصتدمت بعامود الكهرباء!!!

انكسر زجاج السيارة..ووقع سلك كهرباء من العامود...استجمعت قواي ومسكت هاتفي
ومسكت باب السيارة للخروج منها
فلمست بالخطأ سلك الكهرباء الذي يخرج شرارة مميتة
واصبت بصدمة كهربائية!!!!


وقعت ارضا واجتمع الناس من حولي...وانتهى بي الحال في هذا المستشفى
مكثت هنا سنة كاملة
وما زال الأطباء يحاولون انقاذي وأيقاذي..

\




اليوم حدثت معجزة..بعد مرور سنة كاملة على غيبوبتي..

جاءت في هذا اليوم طبيبة جديدة..كانت تحمل رائحة محبوبتي
طلبوا منها الاطباء كأول مهمة..قياس نبضي..وقفت بجانبي
رغم اننني في غيبوبة ألا ان رائحة زوجتي تملئني فتجعلني اشعر بمن حولي
وفي هذا اليوم...كانت هذه الطبيبة تحمل رائحتها
هل من المعقول انها قد حققت حلمها؟!
اشتقت لها

كنت اشعر بدموعها المتساقطة على يدي وهي تفحص نبضي..
عندها..تلك الدموع..اعادت الحياة اليّ!


حركت اصابعي..اندهش الاطباء كثيرا..وكانت البسمة على وجوههم
لم اعلم لماذا لم يكن بأمكاني رؤية احد رغم اعادتي للحياة..

وبعد دقائق اعلموني انني أعمى!ّ!


بالطبع...فصعقة الكهرباء لم تكن خفيفة..
كنت احتاج الى زرع كلية
وجاهد الاطباء بالبحث عن متبرع كلية بعد ان علموا انني املك الكثير من المال

بعد يومان كنت اوضب امتعتي من المشفى....كان من الصعب ان اوضبها بدون نظر
وفجأة اوقفتني يد...كانت يد دافئة..مليئة برائحتها..
اجل..انها محبوبتي..

بدأت في توضيب امتعتي بصمت...وقبل أن تغادر...امسكت يدها
وسحبتها نحوي وعانقتها..

انا:  مبارك...لتحقيق حلمك
هي:أفلتني...لا اريد لأحد أن يعلم حقيقتي بأنني مطلقة..
انا: لكننا انفصلنا..ولم نتطلق...انا اسف..

انهمرت دموعها على كتفي ثم غادرت..

بعد شهور..

اتصل بي طبيب بالمشفى.

الطبيب: مبارك...تستطيع المجيء غدا لزرع كلية..لقد وجدنا متبرع..
انا : حقا! حسنا شكرا لك..

اركبني جاري سيارته واخذني للمشفى..
جرت العملية بنجاح..

الطبيب: سلامتك..الحمد لله..المتبرع قال انه يمكنه التبرع بنظره ايضا...انت محظوظ!
انا: اووووووه الحمد لله..

         بعد اسبوع..جرت العملية الاخرى بنجاح!  عاد لي بصري!
الحمد لله...اريد رؤية محبوبتي واعانقها بحرارة!
كم اشتقت لرؤيتها..

ذهبت عند الطبيب..وطلبت منه رؤيتها..

الطبيب: اوووه تقصد الطبيبة الجديدة..في الواقع لقد توفت.

لم اصدق ماقاله..وقفت بأنجماد..

الطبيب: قبل اسبوعين..جاءت عندي...وطلبت التبرع بكليتها وبصرها لك..يالها من مبادرة..
لسوء الحظ فأنها لاتملك عائلة...فالقد توفيت عائلتها بجانب شجرة الكرز وهي تحرق قبل سنة..وانفصلت عن زوجها
اتمنى لها اخرة سعيدة.

لقد ماتت
ماتت.. اخر ذكرى

النهاية     



       



هناك تعليقان (2):

  1. القصة حلة اوى
    و حزينة اوى
    بجد تحفة و طرقتك فى الكتابة جميلة
    فايتنج

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا الك كتير...انتي احلا حبيبتي

      حذف