السبت، 17 يناير 2015

حب الخريف

قصة قصيرة بعنوان:    .حب الخريف.





هو:لا تبكي...سأعود...حتما سأعود من أجلكي.
هي:لا..لا..لا يمكنني...لايمكنني التوقف عن البكاء وأنا أراك تسافر تاركني هنا.
هو: سنة ونصف...اعلم انها مدّة كبيرة بالنسبة لك...لكنني مضطر..


مسحت دموعها بأصبعي..فنظرت لي بعيونها المليئة بالدموع...نظرت لي نظرة جعلت قلبي يتألم..كانت عيونها قد اتسعت من كثرة البكاء..لم اشأ ان اخبرها حقيقة سفري...لكنني اضطررت للذهاب..وانا اعلم انها اخر مرة أراها بها   ..كذبت عليها بأنني سأعود بعد مدّة...فقط لكي لا تبكي بشدة ويحدث لها شيء ضار اذا علمت انني مسافر ولن أعود...

ااااااه...لقد تعبت بكاء...لكنني لا يمكنني أن أتوقف بكاء...وأنا ارى أمام عيني شريط من ذكرياتنا التي حققناها معا...اتذكر أول لقاء...كانت أيام الخريف..






اتذكر وقتها...كان فصل الخريف...كانت الأوراق المتناثر تعكس ألوانها الدافئة على الطبيعة..الوان جميلة للغاية...كنت اتمشى بداخل حديقة كبيرة...وكأنها غابة حسناء...ألوان اوراق الشجر تجملها وتعمها بالدفئ والطمأنينة...

كنت اتمشى...واضعا يداي لأدفئهما داخل جيب المعطف الذي ارتديه..على عنقي وشاح طويل لونه أحمر غامق...  رافعا راسي اتأمل بالطبيعة...كان المكان يعم بالهدوء...وكان الطريق طويل ويتواجد شجرة كبيرة للغاية في اخر الطريق....

وفجأة!....اسمع صوت ضحكات...أصوات تكسر أوراق الخريف بسرعة...ادرت وجهي لأرى من الذي يخفي هدوء هذه الحديقة...فأرى فتاتان....واحدة منهما تركض وهي تضحك وتقهقه ....مادّة يديها للأعلى..تركض بخفة ولكنها سريعة...تضحك وتغني...وشاحها يلتف بعنفها ويكاد أن يتركها من ركضها السريع مع الهواء...متشبثا بها كي لا يقع....
أما عن الفتاة الاخرى...فكانت تلاحقها وتحاول ايقافها من الغناء والركض كي لاتزعج المتمشين...

وفجأة!  اصتدمت بي الفتاة الراكضة...وقعت على ظهري وهي وقعت على جسدي...من الجيد أن كثافة أوراق الخريف المتواجدة بالارض خففت ألم السقطة...

فتحت عيناي...لأجدها متطابقة علّ...عيناها تنظر لي باندهاش بريء...وشعرها مترامي...كنا قريبين جدا من بعضنا...عمت لحظات من الاندهاش...الى أن ساعدتها صديقتها على الوقف...
اعتذرت لي صديقتها كثيرا...لكنني لم اعلم وقتها لماذا لم اغضب من عدم انتباهها وأن اتحمل اثار خطأها عليّ...

ولكن....بعد لحظات...عادت وركضت وغنت وكأن شيئا لم يحدث...ابتسمت عندما رأيتها تضحك وتغني حول الشجرة الكبيرة المتواجدة في نهاية الحديقة...

تأملتها ..لم أعلم لماذا احببتها...ام انني اعجبت بها
تسارعت دقات قلبي...فحاولت التركيز على عملي وان اغادر الحديقة...لكن قدماي لم تتحرك من مكانهما البتّة!


بقيت الحقهما...لم اعلم سبب اهتمامي بها..وقتها..
وعند حلول الليل...بدأت قطرات من المطر تتساقط على الطرق...لم أعلم أنها قد تمطر...بقيت مختبئا من المطر والبلل في الرصيف...وعندا ادرت وجهي يسارا....وجدتها تقف في ذات الرصيف الذي اقف به...والبعد بيني وبينها متر واحد فقط...
ارتبكت...ولم أعلم ما يجب علي فعله..
وفجأة رأيتها ترمقني بنظراتها الغريبة...لم اعلم ماذا افعل ووقفت بمكاني وكأنني لا أعلم بوجودها...
وفجأة!  شعرت بقلبي يكاد يقف من سرعته وهو يدق...فعلمت انها تأتي نحوي...

هي:اممم...اوووه! ألست أنت الذي وقعت عليه اليوم ظهرا؟!

عندها شعرت انني قد اموت بهذه اللحظة من سرعة دقات قلبي...وخصوصا بعد سماع صوتها المرح الدافئ..

انا:اووه...اجل...انه انا..لماذا؟
هي: انا اسفة لعدم انتباهي...امممم يبدو لي أنك لاتملك مظلة في وسط هذا المطر...
اممممم...تفضل مظلتي.

فاندهشت وأنا اراها تمد يدها لتعطيني اياها..

انا:لكن...ماذا عنكي انتي؟
هي:لا تقلق...في الواقع لقد بللت...وليست لدي مشكلة في البلل اكثر.

لم اعلم ما الذي علي فعله...فأمسكت بيدي..وفتحتها ووضعت يد المظلة بيدي...وادارت وجهها وغادرت..

كنت سأذهب...ولكن قلبي اصبح يؤلمني وأنا اراها ترتعش بردا..فركضت نحوها...وفتحت المظلة ووضعتها فوق رأسينا...ممدت يدي حول كتفها وقربتها نحوي لتحتمي من المطر,,,وكانت معالم الاندهاش عليها واضحة..

أنا:حتى لو انكي لن تشعري بالمطر اكثر...لكن قد تمرضي.

وسرنا ونحن قريبان من بعضنا...ضحكنا..وتحدثنا مع بعضنا...واصبحنا اصدقاء..وعندما وصلنا الى منزلها..كان المطر قد توقف...فودعتها وذهبت.

عدت لمنزلي وأنا اكاد اطير من الفرحة...وتوقف قلبي من الدق بسرعة..
وبعد أيام..واسابيع ..وشهور..
أصبحت صداقتنا تتحول الى حب..بدأنا بحب بعضنا..
نمسك ايدي بعضنا...نتمشى حول الطرق المليئة بالثلج...ثلج أبيض...
كقلبها...قلبها الدافئ الذي استحوذ على قلبي...وجعله ينبض بحب 
 ثم...حصلت أول قبلة لنا...كان موقفا ضحكنا عليه..

مرت أيام وشهور...وها نحن قد مر على علاقتنا سنة كاملة...وفي أيام الصيف المشمس...كنا نركب دراجة لثنائي...الى أن سمعت هاتفي يرن...فتوقفت عن قيادة الدراجة واخذت الاذن من محبوبتي لأرد..

وكان المتصل زوجة ابي!!!
انا:يوبوسيو..
زوجة ابي:عزيزي كيوهيون...اووه كم اشتقت لك
انا:ماذا؟! اول مرة اراكي تقولين لي شيئا لطيفا...

ودار الحوار بيننا الى أن اغلقت الهاتف وألسنة اللهب في قلبي...

انا:حبيبتي..
هي:ماذا حبيبي؟
انا: وردتني مكالمة من الشركة  انهم وجدوا لي عمل كبير في احد افرع شركة تصميم الهواتف المحمولة...ويجب علي الشفر هنالك...الى الولايات المتحدة.

هي:اووووه مبارك لك حبيبي...لكن كم مدة سفرك.؟.
انا: سنة ونصف.
هي: ماذا؟! انها مدة كبيرة للغاية!
انا: اسف لكن يجب علي ان انشأهنالك ابتكار نوع هواتف جديد...لذلك يجب علي السفر لمدة طويلة...وغدا. 

في اليوم التالي...ذهبنا المطار.. كانت عيونها مليئة بالدموع...لم تكن تريد مني أن اتركها...لكنني اضطررت أن اكذب عليها بشأن سفري الى الولايات المتحدة لكي اتزوج من ابنة عمي كما هددتني زوجة ابي...كان قلبي يؤلمني للغاية واكاد لا استيع التنفس من ألمه وانا اراها تبكي!

ودعتها...وعندما تأكدت انها غادرت المطار...انغمرت الدموع الساخنة بالنزول على وجنتي...لا اريد تركها...لا اريد تركها...لماذا؟! لماذا الحياة ليست عادلة؟!

ركبت الطائرة و
انا واضعا يدي على رأسي جالسا بمقعدي وابكي..
ماذا لو عادت وزارت تلك الحديقة الكبيرة وتذكرتني؟!
قد تبكي؟ قد يؤلمها قلبها..
ماذا لو أمطرت السماء ولم تكن تحمل مظلة؟!
قد تتذكرني وتبتل وتمرض!
ماذا لو...لم تنساني..

بقيت وقتها ابكي وابكي ولم اكل..
وبعد مرور سنتين...مرت الأيام..ولم احظى بحب أحد الفتيات الأجنبيات...كان قلبي لها...اتذكرها بكل خطوة...بكل فعل...بكل حدث...و اقلق عليها ويؤلمني قلبي.

عندما اركب سيارتي...ادير رأسي فأرى خيالها راكبا بجانبي ويبتسم لي..وفأحاول مسك يدها...لأجد ان خيالها يتلاشى..
عندا اقوم بالطبخ...اشعر بيديها تلتف حول خصري وكأنها تعانقني...فأدير رأسي لأرى خيالها يودعني ويختفي..

لقد تعب قلبي...لايمكنني نسانها...لايمكنني التفكير بغيرها...لم اعد اعلم كيف أكمل حياتي بدونها..




حتى انني هدمت حفل زفافي من ابنه عمي وعشت في بيت مستقل...اعيش به مع خيال محبوبتي...

وبعد عدة أيام من العذاب...كان يجب عليّ المسافرة لبلدي من أجل فتح فرع من الشركة هنالك...ولكن قدماي اخذتاني أول مكان الى منزلها!

لم اكن اكل أو اضحك أو ابتسم ...كان وجهي اصبح شاحبا كالاشباح ...اضطررت للذهاب الى المستشفى لفحص دمي..

وسمعت الطبيب يقول:
يوجد لدينا مريضة على حافة الموت...اصابها مرض نادر للغاية وشديد الألم...اجريت العملية...صحيحا؟

الطبيب الاخر: اجل ولكن....قد لاتستيقظ المريضة من بعدها...وتموت..

وفجأة سمعتهم يرددون اسمها!! اسم محبوبتي!! انها هي!!
ركضت الى غرفتها بأعلى سرعة....ويكاد قلبي يتوقف من الدق...الى أن وصلت!
وجدتها مستلقية على السرير...وصوت نبضات القلب يكاد يتوقف...
ركضت نحوها وامسكت بيدها وبكييييييت..

   بقيت ابكي واشهق....وانا ارجو ان تعيش....وارى كل لحظاتنا مع بعضنا في شريط عابر من الزمن...

انا: ارجوكي...لاتموتي...انا اسف...اسف...
وفجأة شعرت بيدها تتحرك...لم اعلم ما الذي يحصل...
فعانقتها وانا ابكي بشدة..
فهمست..
بابو...لقد تأخرت كثيرا...اشتقت اليك..


النهاية.   

  
                

هناك 7 تعليقات:

  1. اهئ اهئ ماهذا يا اوني ........براحة علينا شوية كنت بعيط والله ..فايتينغ ♡♡

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا يا احلا اوني....اسفة حياتي ههه

      حذف
  2. كملي بليز. ....قطعتي قلبي عليهم. ...كملي بليز

    ردحذف
    الردود
    1. سلامة قلبك حبي....نهايتها انها بترجع وبتعيش

      حذف
  3. انيوووووو
    بجد انتى قصصك تحفة وبتعجبنى اوى
    لية حزين هه؟
    يلا بقى منتظرة القصة اللى جاية بس تكون فريحى شوية
    فايتنج

    ردحذف