الجمعة، 23 يناير 2015

لأنني أحمق

قصة قصيرة: لأنني أحمق.



انا: سأضطر لأغادر..

هي: لا تذهب..


انا: لا تقلقي...سأعود لذا..

هي:    كاذب

انا: انتي لا تعلمين كم احببتكي..

هي: وهل هذا الحب يعني عدم عودتك..

انا: سأعود...الذهاب للحرب لايعني عدم عودتي   ..

هي: لا تذهب..

____________________________

كانت هذه اخر كلمات سمعتها منها..
كان هذا اخر لقاء...
 كان هذا اخر وعد...

لو استطعت وقتها أيقاف الزمن
والذهاب اليها و انقذتها من حدفها..

لو استطعت...أن أخبرها بأنني بخير..

لو استطعت أن اخبرها..
أحبك.

كان ذلك لينقذ حياتها...

اااخ...أطلق تنهيدة عميقة...تخرج أنفاسي الضالة
وتخرج كل دموعي 
لأرا خيالها يدير لي ظهرها وتذهب للسماء..
 أرفع رأسي ... 

تنزل دموعي الساخنة..
 أعاود أنزال رأسي ناظرا
لصورتها بين يدي وهي مبتسمة..

جالسا على ركبتي أمام قبرها 
وتنزل دموعي الى أن انهار ويمتلأ
اطار الصور بالدموع...فتسقط الدموع على
تراب قبرها  ...

اقف مخفيا دموعي بيدي واخذ شهقات 
وامشي بسرعة...

اركب بسيارتي...و أقود بسرعة وأنا ابكي
الى أن أرى أمامي فتاة تحمل بيدهخا انا زهور
تنظر لي باندهاش
وكدت اصتدم بها  !!!



نزلت من السيارة بسرعة..

انا: اوووه يا الهي هل أنتي بخير؟!

فترفع رأسها لأراها
هي!!
انها هي!!
محبوبتي!!
التي تركتها لأذهب للحرب وأحارب فيها فأعود
لأراها قد توفت بحادث سير!
لكن كيف؟!
لقد ماتت!

لم اتحمل ونزلت دموعي وعانقتها بشدّة  

هي: ياا!! من أنت لتعانقني!

ووقفت وهي غاضبة ونظفت ملابسها من الغبار
وابتعدت

انا: ماهذا؟! ما اليوم؟! هل الزمن قد عاد بي؟!

عدت لمنزلي
مسكت مدوّنة الايام والتاريخ..

ماذا؟!
اليوم السابع من شهر حزيران 2013
 7-6-2013
قبل سنة!
و كان يوم مماتها في اليوم السابع والعشرين من شهر حزيران 2013  
 27-6-2013  

هذا يعني أن الزمن قد عاد بي...
باقي عشرون يوما وتأتي حادثة مماتها !

كلا...سأصلح الوضع
وسأجعلها تعود وتحبني كما قبل في عشرون يوما
وسأنقذها من حادث السير!

 وطبعا فأنا أعلم انها هي لاتعرفني
لكنني اعرفها واعرف كل شيء عنها

لذلك بدأت بالذهاب الى المكتبة كل يومفي الساعة 2:00 ظهرا

تعرفت عليها وبدأنا خطوة خطوة..

انا: صباح الخير..يبدو انكي تأتين الى هنا كل يوم.

هي: اجل..

انا:   معظم الكتب التي قرأتيها قد قرأناها معا...اقصد قرأتها قبلا

هي: حقا! انت تعني انك قد قرأت نصف المكتبة,
فأنا اقرأ كثيرا و قد قرأت نصف هذه المكتبة.

انا: اجل...على كل حال انا اسمي
ليتوك    

هي: وأنا اسمي سو يون

انا: يبدو أننا سنتقابل كثيرا   

هي: يبدو ذلك ^^ 

أصبحنا اصدقاء...تقابلنا كل يوم
وكنت أطير فرحا لأنها أمامي

صحيح أنها لاتعرفني...
لكن على الأقل..
 انها متواجدة.  

________________________

مرّت الأيام...وبمرور الأيام كنا نقترب من بعضنا
أكثر.

اليوم هو 20-6-2013
باقي سبعة أيام..

خرجنا بنزهة وأخذت مظلتي معي بعد ما انتهينا من صنع أساور
و عقود

تمشينا..
تكلمنا مع بعضنا ونحن سعيدين..
كنت ابتسم عند رؤيتي لها تبتسم

لم أكن اصغي لكلامها..
كانت تتكلم وتضحك
كنت فقط ابتسم واتأمل بها
ودون أن ارى..
شعرت بأصابعها تدخل بين أصابع يدي

 

شعرت حينها بالدفئ..
كانت لدموعي أن تنهمر تلقائيا

اااه...يا لدفئ هذه اليد
كم كانت تحمل ذكريات ومشاعر
كم اشتقت لها..

هي: ليتوك!

انا: اووه ماذا؟

هي: يبدو الطقس مشمس
لكن,لماذا تحمل بيدك مظلة؟ 

فنظرت الى ساعتي.

انا: انتظري دقيقة.

وفعلا...بدأ المطر بالهطول..
ففتحت مظلتي ورفعتها فوقنا
ومددت يدي نحو كتفها ومشينا
ونحن نضحك..

__________________

مرت الأيام..
أصبحنا نثق ببعضنا
نحب بعضنا..

باقي يومان
اليوم هو 25-6-2013

ذهبنا الى المكتبة كما في المعتاد
نظرت اليها وهي تقرأ أمامي..

فعندها تذكرت...
تذكرت عندما ذهبت للحرب..

ذهبت للحرب وأنا اراها تبكي
ممسكة بشعري الذي قصصته
احتفظت به..


كانت تشاهد الأخبار على غير عادتها..
وكانت تسمع من بكاء أهالي الشبّان في ذات عمري
الذين ذهبوا للحرب وماتوا..
وفي يوم عودتي...أخبروني أن سيارة قد دهستها وهي ذاهبة
للمكتبة صباحا...
لقد ماتت
ومن حيثها وأنا ازور مقبرتها كل أسبوع..
وأشعر بها..
فأنهار وابكي..

والان...وأنا انظر لها..أمام عيني
نزلت دموعي...فوضعت يدي على عيوني
وذهبت الى الحمام..

وفي غيابي...اخرجت هي سوار هي صنعته
ووضعته داخل جيب معطفي...فوجدت ورقة وفتحتها..

باقي عدة أيام وتموت...يجب أن انقذها 

 وعندما عدت...وقفت امامي غاضبة..

هي: باقي عدة ايام وأموت؟!من تظن نفسك؟!
انا: كلا...انتي لم تفهمي حقيقة الموضوع..
هي: حقا!  لايعني انك كنت تملك حبيبة تشبهني انه قد يحدث لي كما حدث لها 
انا: لكنها انتي....كانت جنازتكي...ارجوكي لاتخرجي من منزلكي بعد يومان صباحا
هي: اغرب عن وجهي.

فأخذت معطفي وخرجت...
كنت ابكي بشدّة
لا...لا اريد للأمور ان تتغير نحو الاسوأ
لكن
هذا لن يمنعني في انقاذها...حتى لو انها
تكرهني الان...فأنا أريد وجودها..

ومضى يومان..وهي لم تغير رأيها البتّة
وفي الصباح..

ذهبت هي واضعة سماعات الموسيقى على اذنيها
متذكرة..

كانت جنازتكي...ستموتين!

هي: لايهم...يبدو انني قد وثقت بشخص مجنون وأنا اكره المتبئين بالمستقبل
انهم منجمين.

كنت انا أركض بأعلى سرعتي ورأيتها ستقطع
الشارع وهي غير واعية ولاتسمع شيئا بسبب سماعات الموسيقى
ادرت وجيهي يسار فوجدت السيارة تقترب منها....فركضت وأنا اراها تقطع

انا: سو يون!! انتبهي!!

وركضت وركضت و أبعدتها ..
وفجأة وجدت السيارة اصبحت قريبة مني الى ان..

خرج صوت الحادث 
صوت تكسر الزجاج
فأدارت سو يون وجهها لتنهمر دموعها برؤيتي
قد توفيت...

هي: كلا...غير معقول...ليتوك! لتوك! لا تموت
لا تموت!! قلت لك استيقظ لاتموت...انا هنا..
ليتوك!! 

ركضت نحوي ودموعها تسقط على جثتي
ويداها ممتلئتان بالدماء..

هكذا هي الحياة..
تأخذ حياة شخص وتهبها لشخص اخر..
لم يكن مكتوب لأحد منا بالبقاء
سو يون ..هل انتي بخير؟
شكرا لكي...لانكي علمتيني كيف احب
علمتيني قيمة الحب
مهما عاد الزمن...
فنحن لن نستطيع تغيير شيء فيه..
فهكذا هي الحياة..
اجل...انها حقا حياة عادلة..
يا للسخرية..

النهاية. 
       

     

   
    


   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق