الأربعاء، 18 مارس 2015

قمري الجميل

قصة قصيرة بعنوان: قمري الجميل.


اااخ...ليلة قمرية اخرى..
لايزال القمر جميلا..
على الرغم من انني عكس ماكان يقوله عني..
الساعة 12:00 منتصف الليل
الشارع خالي من النّاس..
فقط أنا...وتلك اللفافات و الجبيرات والأقمشة الطبيّة التي تلتف بأضلاعي المصابة و تنزف..

تترك أقدامي العارية على الطريق آثار الدماء..
وجهي الشاحب المصاب بالكدمات والجروح والآلام..

أمشي بجانب الجسر في منتصف الليل هاربة من هو لايصدق بأنني لا احبه..
رغم لطافته ومساعدته لي بعد الحادث...الّا انني أهرب من منزله بقميصه الطويل الأبيض الممتلئ بالدماء.

أنظر الى السماء...بعيناي الممتلئتان بالدموع الحارقة التي تمرّ على الجروح المفتوحة على وجنتاي..



فأرى ذلك القمر..كانت أمسية شبيها لها تماما..

ألتقيت به في موعد مدبرّ
كان أوّل لقاء لنا..
كان يرتدي ملابس رسمية تبهر رجولته
بربطة العنق السوداء الراقية تلتف بعنقه الطويلة
أمّا عن العطر..اااه مازالت رائحته تملئ جسدي المكسور..
كان عطره يكسو جسده
يمّزه عن جميع الرجال
كان عطره كالسور يحتاط به ويجذبني اليه..

كان جالسنا ومتكئا على الطاولة يلعب بشفافه
واضع هاتفه النقال بجانبه وينظر الى القمر من على الواجه للمطعم..

رغم انني كنت ضد فكرة المواعدة وتلك المشاكل التي تحصل بين العشاق...ولذلك فارتديت ملابس ليست رسمية للغاية ولكنها من أجود وأجدد انواع الشركات للملابس..
وعندما ألتقت عيناي بعيناه..
تلألأت عينا كل منّا.

نظر اليّ...فابتسمت اليه ابتسامة حقيقية.
  
جلست على كراسي الطاولة..
في تلك الليلة...كانت أجمل ليلة ..
ومن وقتها بدأت أريد ان أتذوق الحب..
أن أشعر به..

بدأنا بالكلام..كنا نمدح بعضنا بالرسمية..وكان هو يبتسم ابتسامته الملائكية...في كل مرة لتجذبني نحوه..


قال لي بصوته الدافئ..

دوني: هل ترين القمر ؟
أنا: أجل...مابه؟
دوني: لقد رأيت أجمل منه اليوم...وأنا الآن أنظر اليه.

حينها اندهشت للغاية..
دخل كل حرف في قلبي..وغرز مكانه كالمسامير..
امسك بيدي..ووضع بها وردة حمراء ملتفة بورقة مكتوب عليها رقمه...
اعتقدت انه يخادعني بكلمات كباقي الشباب..
ولكنه كان مختلفا..
هذا ما اعجبني به...

_________________________

فالنترك الذكريات...ونعود للواقع
أنزلت رأسي ومنعت نفسي عن النظر للقمر...
وتابعت سيري بأقدامي العارية من اي حذاء..
وفجأة...سمعت صوت صراخ بعض الناس!!
كانوا يصرخون من أحد يقود السيارة بجنون وسرعة كبيرة وبتهوّر...

كما توقعت...سيأتي..
وقفت في منتصف الشارع
بكل جروحي ونزيف دمائي وحماقتي 
وقفت وواجهت الموت...
رأيت اضواء السيارة تقترب بسرعة كبيرة ..
واصبح بيني وبين الموت شعرة صغيرة..
ولكنني اعرفه..
وقبل أن تصدمني السيارة بثوان...توقفت السيارة..
هه...كما قلت لكم...اعرفه...لن يتركني هكذا..

خرج دونغهي من سيارته وألسنة النار تشتعل بعينه لشدّة غضبه
وعندما رأى عيناي الحمراوتان لشدّة البكاء...
تلاشت نظرات الغضب...وملأت نظرات القلق على وجهه..

نظر اليّ ومن ثم أدار ظهره وبدأ بالبكاء..

دوني: الى متى سنبقى هكذا؟!
لم اجبه..
دوني: قلت...الى متى سنبقى هكذا؟!!

نظرت له...وضحكت ضحكة استهزاء بشفاه تنزف ومتشققة.

انا: هل تحبها؟ 

ألتف اليّ وامسك بيدي المصابة بالكدمات و ادخلني سيارته..
وساق السيارة...امّا أنا فبقيت أنظر له...ونظرت لخاتم الزواج الذي يرتديه على اصبعه..

انا: هه...صحيح...مبارك الزواج.
دوني: وكأن الأمر كان بيدي..

تأملت في النافذة...وعدت للذكريات..

بعد شهور من حبّنا لبعضنا البعض...اتصل بي اينهيوك صديقي...وقال..

هيوك: ان كنتي تريدين حبّكي ينتهي...اذهبي للكنيسة في حديقة الزهور.

اغلق اينهيوك الهاتف واندهشت لقوله واتصاله يومها...ذهبت بسرعة الى حديقة الزهور...ودخلت باب الكنيسة...لأراه....لأرى حبي الذي أحببته بصدق...دونغهي...يتزوج من فتاة أخرى.

            
اااه...عدت للوراء...وبكيت من كل قلبي..
لماذا احببت؟!
لماذا احببته؟!
ماذنبي أن قلبي الاحمق خذلني؟!
حقا كانت لحظة لاتغفر ولا تنسى مهما مرّ الزمن.
أصبحت اكره الحب و ذكر اسم الحب بالاصل.



وبعد يومان...لم اعد اتمالك نفسي...خرجت من المبنى الذي أستقر به..

وعندما تقدمت بضع خطوات للخارج
لم انتبه للطريق ودهستني سيارة...
جاء انهيوك بسرعة كبيرة وأخذني لمنزله وبدأ بمعالجتي و بتطهير جروحي...
ولكن جروح قلبي...لم ولن تطهر او تعافى..
وقد هربت من منزل اينهيوك بسبب الكئابة..
وبسبب الألم والوحدة..

أمّا الآن....فأنا جالسة بسيارة من احببت وتركني...

دوني: في الواقع..أنا لا احبها...ولكنني اجبرت على الزواج بها...وكنت اريدك انتي لتكوني من نصيبي..

أنا: وما الفائدة الآن..أنت تزوجت وأنا اعاني..

أخذ هو شهيقا عميقا ومن ثم صمت...
وبعد 3 دقائق من الصت قال:

هل تريدين أن نبقى مع بعضنا...بحياة أو موت؟

لم أجبه...فأمسك بيدي وقبلها..

دوني: لن نستطيع اكمل حياتنا مفترقين...انتي معه...وانا معها...
لذلك...هل يمكننا أن ننهي حياتنا سويا؟

نظرت له وابتسمت ابتسامة دافئة..

أنا: اتمنى...وبأسرع وقت ممكن.

ومن ثم....قاد السيارة نحو الوادي...وقادها بسرعة كبيرة جدا...وألقى بنا في الوادي..

لم يكن لدينا سوى الموت أحرار سويا..
فتلك نهاية ثنائي من بعد مصائب و مشاكل الحياة..

اتمنى ان تكون هذه القصة قد انالت اعجابكم وشكرا ^^     

    
       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق