الثلاثاء، 31 مارس 2015

آسف إنها غلطتي

قصة قصيرة بعنوان: آسف إنها غلطتي.


مرّةً أخرى..
بسبب استهتاري...
وعدم مبالاتي لمن هو جدير بالإهتمام..
و برودة أعصابي المبالغة...
أفقد..من هو ليس له الحق لفقدانه.


لم أهتم لمشاعرها نحوي..
كنت لا أعيرها أيّ اهتمام...
لم أكن أريها أنني أمتلك مشاعر الحب البالغ اتجاهها..
ولكن...لم أكن من النوع الذي يعترف بالإحساس الصادق..

لم أعتذر يوماً...لم أقل شكراً يوماً
وحتى لم أقل أحبك يوماء!

ولكن...
كنت أتمنى لوّ أنني استطيع التفوّه بتلك الكلمات لأجلها..
 آسف لبرودتي وعدم اهتمامي بكِ
شكراً لحبكِ لي وتحملّني في أصعب حالاتي..
أحبك ولكن..


فات الأوان.

وكل العادة...أجلس في مكتبي..
أشرب القهوة...وأشعل سيجارة..
وأشاهد شريط الذكريات الجميل الماضي الذي يحرقني.

لنعد بالزمن...حتّى تفهمون عمّا أتكلم..

1-4-2013 الإثنين.

تجلس هي في الكرسي الأيسر من أمام مكتبي..
تقوم برسم شخصيّات كرتونية "الأنمي" .

تقوم بعضعضة أطراف القلم الرصاص العُليا...
وشعرها يعيق تركيزها...
فتقوم بوضعه وراء أذنها.

        أمّا أنا فكنت أكتب تقارير وبعض نتائج عن ارتفاع أسهم شركة هواتف samsung 
بما أننّي أعمل بهذه الشركة الضخمة..
 فتأفأفت...وتركت ورق الرسم وقلم الفحم و قامت وجلست على مكتبي..

سول نا: أوبا ...أنا جائعة و أشعر بالملل.

هيوك "انا" : فالتخرجي وتأكلي.

سول نا: ألا يمكننا الأكل سويّة؟ لقد عملت كثيراً..فالتأخذ استراحة غداء.

انا: فالتذهبي وتأكلي بنفسك...أنا لا أملك الوقت للأكل.

سول نا: كلا...إذا لم تأكل معي فلن آكل.

لم أجبها...وأكملتُ الكتابة...فعادت أدراجها وجلست عابسة ...
ولكن لم تمضي دقيقة إلّا و قامت و بدأت باللعب في غرفة مكتبي.
ههههه...يا لها من مرحة شقيّة!



انا: يااا أيّتها الدجاجة!! فالتتوقف عن العبث بأقلامي.

سول نا: كلا أيّها النمر العابس! 

وقامت بوضع ألعاب صغيرة فوق الأقلام الخاصة بالعمل من شخصية الكرتون "همتارو" 

ومن ثمّ عطرت غرفتي بعطر ذو رائحة منعشة بالياسمين.

في الواقع...لقد أعجبني ولكن أنكرت لذلك لعدم إظهار مشاعري..

أنا: يااا...ماهذه الرائحة؟! لقد أخنقتني!

سول نا: إنها منعشة أوبا ^^ هيا فالتجربها!!

وجاءت إليّ وقامت بالرشّ على مكتبي فسعلت بقوّة ووقفت وبدأت محاولاً السيّر بانتظام ولمنني كنت أسعل ولم أنتبه إلى الطريق..
وفجأة!! وقعنا على الأرض سويّة ووقعتُ أنا عليها وهي أرتطم جميع جسدها على الأرض بقوّة كبيرة.. وكان جسدي ملتصقاً على جسدها!!!

انا: يااا سول نا ايًتها الحمقاء انظري مذا فعلتي بي!!

وفجأة رأيت شيئاً يتسرّب خارج رأسها وكان لونه أحمّر غامق للغاية!!! رأسها ينزف!

حينها فجأة دخلت السكرتيرا التي تعمل عندي إلى مكتبي     
  وعندما رأتنا فوق بعضنا على الأرض....اختفت نظراتها المبتسمة الإستقباليّة...ونظرت بغرور...لم أعلم وقتها لماذا هكذا كانت...ولكن كنت قلقاً على سول نا حبيبتي.

ننظرتُ للسكيرتيرا باندهاش وصرختُ بوجهها بعصبيّة بالغة قائلاً:

يااا أتها المغفلّة ما الّذي تتأملين به...ألا ترين أنها تنزف!! هيّا بسرعة أطلبي الإسعاف وإلا سأشكو عليكِ!!

السيكرتيرا بخوف: حسناً حسناً آسفة!!
 انا: هيّا!!

اتصلت هي بالإسعاف بينما أنا قمت بحمل سول نا بين ذراعاي وركضتُ بها إلى المخرج ...
وبينما كنّا في مصعد الشركة فتحت سول نا عيناها بتعب وألم ونظرت إلى عيناي.

سول نا:أوباا
انا باندهاش و خوف: اووه سول نا!! لاتخافي سآخذكِ إلى المستشفى !!

سول نا: أوبا لا تتعب نفسك...أنا حقاً..
 فقاطعتها قائلاً: فالتخرسي الآن فأنتي على المِحك!

وأخذتُها إلى سيّارتي بسرعة وقدتُ السيّارة بسرعة كبيرة وقلق وكنتُ أتعرّق من جبيني إلى صدري وكأنّ ماءً ساخِناً يتصببّ من سائر جسدي!

وعندما وصلنا خرجت الممرضات اللتي انتظروا وصولنا كما في الإتصال...وضعوها على السرير المتحرك وأخذوها لغرفة العمليّات..

وبعد ساعتان أنتهوا الأطبّاء وخرجوا من الغرفة ...ركضتُ نحوهم متسائلاً عن حالها وبخوف..

الأطبّاء: لا تخف...لقد سقطت بقوّة على البلاط القاسي وبكل جسدها الذي كاد ينكسر...من الجيّد أنها لم تمت...كانت سقطة قويّة للغاية وثقيلة! الحمد لله أنك أسرعت بإيصالها.

ارتحت عند سماعي لذلك الخبر...وذهبتُ إلى الحمّام لغسل وجهي فسمعت وعن طريق الصدفة السيكرتيرة تتكلم مع صديقتها على الهاتف..

السيكرتيرة: اجل مثلما قلت لكِ...أنا في المستشفى من أجل تلك الفتاة الطفوليّة ذات العقل الأحمق...وفوق ذلك ياعملني هو بعصبيّة و استفزاز,,,اااه كم اكرهها...انتظري وسوف ترين كيف سأستطيع أن أصيده بشباكِ إغوائي له.

      
حينها غضبت للغاية وخرجتُ إليها...وحينما رأتني اندهشت للغاية وقامت بإغلاق هاتفها.

السيكرتيرة: اوه! ايّها المدير! امم في الواقع...كيف حال سول نا...أنا خائفة للغاية عليها.

فتكلمتُ بعصبيّة: اذهبِ واحضري من المطعم بيتزا و مشروب غازي وبعض من الحلويّات.هيا!

السيكرتيرة: حسناً.

وحالما ذهب هي...دخلتُ إلى غرفة سول نا...فرأيتها نائمة


فقمتُ باللعب بشعرها ...وفجأة فتحت سول نا عيناها فسحبتُ يداي بسرعة.

سول نا: أين أنا؟...اووه اوبا هل أنت بخير

انا: ماذا؟! لقد تأذيتُ كثيراً بسببك! و انظري إلى أين أوصلتنا الآن!!

فابتسمت هي بوجهي ومدّت يدها الموصولة بسيروم و امسكت بيدي وقالت:  هههه نمري العصبيّ.

حينها دخلت السيكرتيرة ومعها بين يديها كيس الطعام و كأسين من العصير الغازي بدون ان تدق الباب..

السيكرتيرة بغرور: عذراً سيدي ولكن يوجد هنا كاميرات مراقبة ..إن كنت تعلم .

فجئتُ إليها ووقفتُ أمامها وقمتُ بالنظر إليها باستخساف..

انا: هه..ألم تعلمي أيضاً أنه يوجد شيء اسمه أدب
 وشيء اسمه خصوصيات
وشيء اسمه..الأخلاق
فالتعلمي شيئاً ..أنتي لم ولن تعجبيني او ستستطيعين إغوائي...ولوّ كنتي تملكي أجمل جسد مثير و وجه جميل ..فأنتي أقلّ من نملة!

حينها اندهشت سول نا بسماع كلامي ذلك و أشتعلت نيران الغضب بين عينيّ السيكرتيرة...ورفعت رأسها إليّ بعد احترام..

السييكرتيرة بصراخ: هه...وأنت هل تظن نفسك رائع كثيراً حتى تتفاخر برتبة عمل عالية !!

فلم أعمل حينها سوى أنني أخذتُ من يدها كأس عصير غازي وأزلت الغطاء...وقمتُ بسكب العصير كاملاً عليها وأنا انظر لها باستخساف و ضحكة شريرة.

حينها اندهشت سول نا لدرجة كبيرة للغاية وصرخت:
 يااا هيوك جاي!! هل تدرك ماذا فعلته الآن؟!

وخلعت سول نا إبرة السيروم من يدها وقامت بصعوبة نحوالسيكرتيرة..وأخرجت منديلاً .

سول نا بحنان وقلق: هل أنتي بخير؟ تفضلي سأمسحه لكِ.

حينها أمسكتُ يدها بعنف مقاطعاً لِما تفعله!
 وصرختُ بوجهها قائلاً:
قلتُ لكِ لا تتدخلّي!

فأدارت وجهها إليّ بعبوس ونظرة حادّة وقالت:
اتركني وشأني...ماذنبها هي أن تفعل هذا؟! لم أكن أتوقع أنك تتعامل مع الفتيات هكذا!

فقلت صارخاء والغضب يسري في عروقي:
عندما أفعل شيئاً فأنا مُدرِكاً لِما أفعله! لا تحشري انفكِ بشيء لم أعطيكي انا الإذن لفعله!

فسحبت يدها منّي وبنظرة غاضبة قالت:
هيوك جاي...فالتغرب عن وجهي حالاً.

حينها كانت أوّل مرّة أرى فيها تلك النظرة الحادّة اللتي بدون أيّ مشاعر...مع أنني كنت أحميها من تلك  الحمقاء...ولكنها لم تعرني أيّ اهتمام...حقاً قد غضبت وقتها وخرجتُ من الغرفة بعصبيّة كبيرة...ولكن الآن , فأنا أرى نفسي المخطئ..فلقد عاملتها بفظاظة و غرور..وهي كانت ذا قلبٍ حنون ولم تعلم ماكانت تدبّر له السيكرتيرة.

غادرتُ المشفى وأنا غاضب ولم أهتّم...وفي العصر, غادرت سول نا..أمّا أنا فصبغتُ شعري باللون الأبيض لشدّة قهري و أحببتُ أن أغير من شعري...ولكن بعد وقت قلقت عليها...فذهبتُ إلى المستشفى لأطمئن عليها بدون علم.

فسألتُ الممرضة عن لي سول نا.

الطبيبة: في الواقع لقد غادرت المستشفى قبل عشر دقائق.

انا باندهاش: ماذا؟! ولكن إلى أين؟!

الطبيبة: لا أعلم ولكن سمعتها تتكلّم مع أمها في الهاتف النّقال وفهمتُ أنّها ستذهب إليها.

فلم أُجب الممرضة أبداً وركضتُ مسرعاً إلى محطّة القطار 
وحينها...رأيتها تنتظر محطّة القطار ...فحينها أدرتُ ظهري ولم اشأ أن ألفت أنظارها نحوي.

       
ولم أودّعها أبداً...حقاء...صفة أنني لا أمتلك الجراْة والقوّة للإعتراف عن مشاعري...هي مشكلة لا تحلّ.

ركبتُ السيّرة و غادرتُ محطّة القطار...وأنا أسوق السيارّة وضعتُ بعض من الأغاني...وفجأة أسمع صوت كبير مفاجئ!!
لم أهتم...وبعد عشر دقائق...قاطعت الأخبار الأغني التي كُنت أستمِعُ لها..

الأخبار: قبل عشر دقائق تمّ إنفجار قطار متوّجه إلى ريف الزهور في القطار رقم 14 الساعة 4:20 وتم مقتل الكثير من الضحايا البريئة. 

 وعندما سمعتُ الخبر!! كان القطار الذي ركبته سول نا متوجهة إلى ريف الزهور !!!
سول نااا !!!
 قدتُ السيّارة بسرعة عائداً إلى محطة القطاتر فوجدتها مغلقة ويتم نقل المتوفين..

سول نا...سول نا..لي سول نا..
دجاجتي...دجاجتي الشقيّة..
أجيبيني أيتها الحمقاء!!!
ألا تسمعينني أيتها البلهاء !!
لي سول نا دجاجتي الشقيّة لا تتركيني...
سول نا...سول نا!!
هل حقاً غادرتي و تركتيني؟!
هل حقاً ستختفين مع كلّ مرحك وشقاوتك؟!
ولكن لم اودعك...
سول نا....أريد فقط أن أقول لكِ أنّني أحبّك!!
أنا أحبّك!!
أحبّك!!


 لكن...لقد فات الأوان.

والآن وبعد مرور سنتان...لازلتُ أزور قبرها...تلك الفتاة التي غيرت مجرى حياتي إلى الأجمل و الأفضل وجعلتني أبتسم...والآن...لقد اختفت ...تركتني...أو أنني أنا من تركتها...يا ليتني استطعتُ أن أجعلها سعيدة قبل مماتها...هيا...لقد أنتهيتُ من وضع و زرع أزهار الياسمين على قبرها...
يا إلهي...لازالت دموعي تنزل و تخدعني حين نطق أحداً بأسمها...حسناً لي سول نا حبيبتي...سأزوركِ في الغد كما في جميع الأيّام.

ذهبتُ إلى منزلي...و احتفلتُ بعيد ميلادي لوحدي..
ملل...وِحدة...فراغ ...أشعر بالبرد..
أشتقتُ لكِ..رغم أنني أشعر بوجودكِ حولي...ولكنني أتمنى رؤيتكِ 
        ولوّ لمرّة واحدة...فهذه هي أمنية حياتي...
وأتمنى كأمنية عيد ميلادي لليوم...أن أراكي...أو أن تزوريني في حلمي...أو أن أشتم رائحتك..
هكذا...قد تضيفين لي ابتسامة على حياتي.

ولكن...ها قد مرّ اليوم ...ولم يحصل شيء..
نمتُ ولم أحلم بشيء...حقاً, لابدّ أن أمنياتي لن تتحقق..
على الأقل أريد أن أقول لها كلمة واحدة.

استيقظتُ في الساعة 2:45 صباحاً لشرب الماء..
كنتُ متعباً وعطِشاً..فتحتُ باب الثلاّجو وأخذتُ قارورة مياه...
وفجأة سمعتُ الباب يدّق..

قلتُ بتأفأف: حقاً؟! من الّذي سيأتي ويزورني في هذا الوقت؟!

ذهبتُ وفتحت الباب...وعندما رفعتُ رأسي لرؤية الطارق..

انا باندهاش وخوف:   سس..سو...سول نا!!
 سول نا؟! ولكن كيف؟!
هل أنا أحلم...أم أهذي؟!
هل...
سول نا أنا..

فقاطعتني ورفعت أصبعها الممتلئ بالدماء على فمها لتسكتني..

سول نا: أنا أيضاً أحبّك..كل عام وأنت بخير...لقد عدت...عادت لي سول نا.


.النهاية.   
   

                  
    

هناك تعليق واحد:

  1. تجنن الروايه بس
    الاخير لما رفعت ايدها المليانه بدم خفت بس.روعه مجهود حلو

    ردحذف