الخميس، 27 مارس 2014

And it all began..When i met you

And it all began..When I met you


اسرعت خطاهم باتجاه غرفة الطوارئ..كان ممسكا بيدها و الدموع تنهمر 
من عينيه..امسك يدها بقوة...نادى بأسمها لتظل معه..لبقى قوية...عينيه لم 
تفارق عينيها المليئة بالضعف..



ألم قلبه تغلب على الم جسده اضعافا مضاعفة..تناسى جراحه كلها فهمه هو 
انقاذ حبيبته...


ادخلوها الى غرفة الطوارئ..حينما قامت واحدة من الفريق الطبى بإرجاعه 
قليلا الى الوراء خارج الغرفة..

"عليك الانتظار هنا.."

قالت جملتها و دخلت مسرعة من ذلك الباب الذى اُغلق بمجرد دخولها...



كانت قوته خائرة تماما..اسند ظهره الى الحائط لم تعد قدميه تقوى على حمله 
فسقط أرضا و عينيه لم تفارق تلك الغرفة..

تذكر عندما رآها للمرة الاولى..دخلت الى الحافلة و علامات الحزن جليه 
على وجهها..جلست بالمقعد الذى امامه و وضعت سماعات الاذن لتسمع 
بعض الموسيقى...و بالصدفة اتضح انهما يعيشان بنفس الحى..فقد نزلا فى 
نفس المحطة و اتخذ كلا منهما طريقه الى منزله..

رآها بعد ذلك عدة مرات اخرى بنفس الحافلة فى نفس الموعد..شعر بأن 
رؤيته لها اصبح جزءا من روتينه اليومى..اراد معرفة اسمها و لكنه لم 
يمتلك الشجاعة لبدء اى محادثة معهااا...

انتشلته من ذكرياته صوت احد الممرضات...

الممرضة:"سيدى.."

نظر لها و الدموع بعينيه..

الممرضة:"جرحك يحتاج الى تعقيم..هل يمكنك القدوم معى؟!!"

نظر لها قليلا ثم عاد بنظره الى غرفة الطوارئ التى لم يخرج منها اى 
شخص بعد ليطمئنه...

الممرضة بهدوء:"اتفهم قلقك سيدى..لن يستغرق الامر وقتا طويلا..جرحك 
ينزف.."

نهض من مكانه و التعب مسيطر على جسده بأكمله..و سار مع تلك 
الممرضة ببطء..جلسا على احد المقاعد امام غرفة الطوارئ و بدأت بتنظيف جراحه و تضميدها و هو مستسلم بلا حراك...كان جسدا بلا روح..حبيبته 
هى كل ما يستحوذ على تفكيره...

نظر للنافذة حين سمع صوت قطرات المطر  تتساقط على الزجاج بغزارة 
فعادت له ذكريات ذلك اليوم عندما حادثها لاول مرة..

كان يوما ممطرا..و كان يجلس بالحافلة و ينظر من النافذة الى قطرات المياة المتساقطة ثم وجه نظره اليها ليجدها تنظر من النافذة هى الاخرى و 
الابتسامة على وجهها...



يالا ابتسامتها الساحرة..كانت تخفى هذا الجمال الذى يزيد من جاذبيتها وراء 
حزن لم يعلم سره بعد..

استمر فى النظر لها حتى توقفت الحافلة..اخذت حقيبتها و غادرت ثم هو من بعدهاا..امسكت بمعطفها و بدأت بالركض تحت المطر حتى توقفت عند باب احد المحلات لتحتمى من المطر حتى ينتهى...

شعر بأنها فرصة للتعرف عليها..او حتى لتلاحظه..توقف هو ايضا بحجة انه يريد الاحتماء من المطر بالرغم من قرب منزله...

وقف بجانبها و كان ينظر اليها و الى شعرها المبلل و قطرات الماء الساقطة منه...

دونغهى:"هل يزعجك ان اقف بجانبك حتى تتوقف الامطار؟!!"

نظرت له بابتسامة:"لا..ابدا.."

وقفا لما يقارب العشر دقائق و ما زال المطر يتساقط..كانت الافكار تداهمة 
طوال تلك الفترة..يريد محادثتها و لكنه لا يعرف ماذا يقول..ظل يفكر 
مطولا كيف ينشئ محادثة معها و بدون ان يكون شخص احمق..قطع 
صوتها صراعه مع افكاره..

"يبدوا ان المطر سيستمر لمدة طويلة.."

دونغهى:"اعتقد هذا ايضا.."

نظرت له بابتسامة:"هل منزلك بعيد عن هنا؟!!"

شعر بالتوتر عندما طرحت عليه هذا السؤال..

اجابها بتوتر:"نوعا ما..ماذا عنك؟!!"

"يبعد عن هنا خمسة عشر بناية.."

دونغهى:"بالتأكيد ستصابين بالبرد اذا سرت تحت المطر الى منزلك."

"احب المطر..و لكن لا استطيع ان امرض هذا الاسبوع...اه بالمناسبة..أنا 
سلوان.."

مدت له يدها لتصافحه..

صافحها:"أنا دونغهى.."

شعر بسعادة غامرة عندما تحدث معها لأول مرة..كم هى فتاة لطيفة..و 
بسيطه..تحدثا لوقت طويل حتى توقفت الامطار ثم عاد كلا منهما الى 
منزله...

و فى اليوم التالى تقابلا بالحافلة و لكن في هذه المرة ذهبت و جلست 
بجانبه..كانا يتحدثان يوميا الى ان اصبحا صديقين..و لكن فى كل مرة 
اعجاب دونغهى بها يزيد عن اليوم الذى قبله...اصبح يشعر بأن هناك شئ ما 
مفقود عندما يفترقا و انه يسترده عندما يراها ثانية..رابط غريب يربطه 
بها..اغرب من السحر...

كان ينظر بتمعن  للامطار المتساقطة  و يتذكر تلك الاشياء وكانها تظهر 
بتلك القطرات امامه  حين اخبرته الممرضة  بانتهائها لتضميد جراحه..

لم يلتفت لها او يلحظ غيابها عندما نهضت من جانبه و غادرت المكان..كان 
بعالم آخر يمنعه من التركيز او حتى التفكير بشئ آخر..

دعاها للخروج ذات يوم لأكل المثلجات...كان يخشى ان ترفض دعوته و 
لكن هذا الخوف تلاشى عندما اومأت له موافقة بابتسامة ساحرة اسرت 
قلبه...



ذهبا سويا الى محل لبيع المثلجات و جلسا على احد المقاعد..تحدثا معا فى 
مواضيع مختلفة كثيرة...



سلوان:"اخبرنى اذا..هل لديك صديقة؟!!"



دونغهى:"نعم...لدي العديد منهن.."



ضحكت من تلقائيته و بساطته بالحديث..



سلوان:"لم اقصد صديقة..اعنى فتاة تواعدها..تحبها..."



دونغهى بابتسامة محرجة:"ليس تماما.."



صمتا قليلا قبل ان يسألها دونغهى:"ماذا عنك؟!!!"



سلوان:"احببت شخصا من قبل"



دونغهى:"هل ما زلتما سويا..ام...."



قاطعته:"لقد انفصلنا منذ مدة"



دونغهى:"اذا كنت تحبينه..لماذا انفصلت عنه؟!!!"



سلوان:"حسنا..فى الواقع..لم نكن على وفاق..فى بعض الاحيان كان يخبرنى بأن تصرفاتى تحرجة..حاولت ان اغير من نفسى لأجله.. و لكننى فقط لم استطيع"

دونغهى بجديه:"اذا حاول شخص ما تغييرك..فهذا ليس حب انها مساومة.."



سلوان:"انت محق.."



شعر دونغهى بديقها فأراد تغيير الموضوع



دونغهى بابتسامة:"هل اعجبك المكان؟!!"



سلوان:"لقد احببته...و هذه المثلجات..انها الافضل"



دونغهى:"كنت آتى مع اصدقائى هنا ايام الجامعة"



سلوان بابتسامة ذات مغزى:"اخبرنى..ماذا كنتم تفعلون بتلك الايام؟!!بالنسبة 
لى..فعلت الكثير من الاشياء الجنونية...."



دونغهى:"حقا؟!!"



تحدثا سويا لمدة طويلة فى ذلك اليوم...كما انه اكتشف جانبا جديدا منها..لقد 
كانت فتاة متهورة للغاية يسيطر الجنون على حياتها..انها ليست هادئة بالمرة كما يبدوا عليها..

ذكرياته الجميلة معها بدأت بزيارته اثناء انتظاره امام غرفة الطوارئ

وكأن الانسان يتوقع الاسوء دائما فيعود بذكرياته للايام الجميلة خوفا من لا 

يستطيع عيشك تلك اللحظات مرة اخرى..مضت ساعات و لم يظهر احد ليطمئنه بعد..كل ما كان يفعله هو الانتظار و التذكر فالأنتظار و التذكر ثم الانتظار و التذكر..انعزل عن العالم بأكمله 
فى ذلك الوقت..ابتسم لا اراديا ابتسامة لا تكاد تظهر عندما تذكر ما حدث 
فى نهاية هذا اليوم..



خرجا من الحافلة..كانا يتحدثان اثناء سيرهما معا قبل ان تتوقف سلوان..



نظر لها بتساؤل:"لماذا توقفت؟!!لم نصل الى منزلك بعد.."



اشارت له باتجاه المنزل الذى يقفان امامه:"و لكننا وصلنا الى منزلك..اليس 
كذلك؟!!"



تفاجئ عندما اخبرته انها تعلم اين يقع منزله بالرغم من انه لم يخبرها..و 
شعر بالأحراج الشديد عندما اكملت حديثها..



سلوان بابتسامة:"كنت تريد التقرب منى ذلك اليوم عندما كانت تمطر..اليس 
كذلك؟!!"



احمر وجهه خجلا و لم يعرف بماذا يجيب





سلوان:"كنت اعلم ان منزلك يقع على بعد بناية واحدة..رأيتك مرة تدخل 

الى منزلك قبل هذا اليوم.."


دونغهى:"حسنا..انااا.."




اقتربت منه بابتسامتها المعهودة و نظرت لعينيه:"لقد كان هذا لطيفا منك..- 

اقتربت اكثر و قبلته قبلة ناعمة على وجنته- تصبح على خير.."

تركته واقفا امام منزله و علامات الصدمة جلية على وجهه مما 

فعلته..يراقبها اثناء سيرها الى منزلها....




وفي اللحظة ذاتها اقبل على دونغهى احد الاطباء بعد الانتهاء 

من الجراحة..نهض دونغهى من مكانه و نظر للطبيب بقلق و خوف 

شديدين...



الطبيب:"لقد تأذت كثيرا بسبب الحادث..توقف قلبها مرة اثناء الجراحة و 

لكننا استطعنا انقاذها...."



دونغهى:"هل هى بخير الان؟!!!"

الطبيب:"سنضعها تحت المراقبة ل 24 ساعة .. اذا لم تحدث اى مضاعفات 
ستكون قد تجاوزت مرحلة الخطر...انا فقط اخبرك جميع الاحتمالات حتى 
تكون على استعداد بأي شئ..على كل حال لن نستطيع ان نقرر حالتها 
النهائية الا بعد مروور 24 ساعة.."



دونغهى:"هل يمكننى رؤيتها؟!!"



الطبيب:"لا يمكنك قبل ان تستقر حالتها..لقد وضعناها بالعناية المشددة..بعد 
الاطمئنان على حالتها سيتم نقلها الى غرفة عادية و عندئذ يمكنك رؤيتها"



حرك دونغهى رأسه بتفهم بينما ربت الطبيب على كتفه

بعد ان انتهى من محادثة الطبيب ذهب مباشرة حيث توجد هي...كان ينظر 
لها من خلف زجاج الغرفة بقلق و الحزن والخوف مسيطران عليه..كان 
يدعى من قلبه ان ينتهى هذا الكابوس فى اسرع وقت..



راقبها لساعات حتى شعر بأنه لم يعد يقوى على الوقوف..جلس على احد 
المقاعد القريبة من غرفتها و غلبه النوم اثناء جلوسه.....



كانا يجلسان بحديقة واسعة..ولا يستطيعان اخفاء سعادتهما لكونهما سويا بهذا المكان الرائع..

سلوان:"أنا اعشق هذا المكان"



دونغهى:"تحبينه لأنك معى.."



التفت له بابتسامة و طبعت قبلة صغيرة على شفتيه:"لو اخبرونى بأنك ستظل معى حين اموت لأحببت فكرة الموت."

دونغهى بعبوس:"لا تقولى هذا مجددا..سأظل بجوارك دون ان يموت احد 
منا..هذا وعد.."



سلوان:"لا تعد ابدا بشئ لست واثقا منه اوبا"

دونغهى:"و انت لا تستمرى بقول التفاهات عن الموت مجددا"



سلوان:"حسناا.."

بعد دقائق كان الاثنان بالسيارة يتحدثان و يمزحان سويا..



سلوان:"انا جائعة.."



دونغهى:"حسنا..لنأكل سويا قبل ان اوصلك للمنزل"



سلوان:"اريد الكثثير من الطعام..لم آكل طوال النهار.."



دونغهى:"انت تأكلين كثيرا حبيبتى"



سلوان:"اعلم..و اذا لم تتوقف عن مضايقتى سآكلك انت ايضا"



نظر لها بخبث:"متشوق لمعرفة كيف ستفعلين هذا.."


شعرت بالخجل من كلماته تلك..فهى تعلم ما يقصده جيدا..


حاولت اخفاء ارتباكها:"اصمت و انظر امامك.."


ابتسم بنصر عندما شعر بارتباكها و اراد مضايقتها اكثر ...


دونغهى:"لم الخجل؟الست حبيبتى؟!!"


سلوان:"انت قلتها..حبيبتك و لست زوجتك"


دونغهى:"دعينا نتزوج اذا..هل بعد الغداء يناسبك؟!!"


ابتسمت و نظرت امامها حين فوجئت بشاحنة كبيرة امامهم و على وشك 
الاصطدام بهم...


سلوان بفزع:"انتبه اوبا.."


نظر سريعا امامه..وحاول تفادى الاصطدام بتلك الشاحنة و لكنه فقد السيطرة على السيارة..

وانقلبت السيارة بهم و صوت صراخ سلوان كان آخر ما يسمعه..


استيقظ بفزع من النوم و صوت صراخها ما زال عالقا بأذنه...


نهض من مكانه بعدما استوعب أنه بالمشفى..عاد للوقوف امام غرفتها ينظر لها من جديد و يحمل نفسه مسئولية ما حدث لها...لو انه كان اكثر انتباها لما حدث كل هذا...

مضت ساعات بعدها جاء الطبيب و فحصها للمرة الاخيرة للأطمئنان على 
حالها..


انتظر دونغهى بالخارج و قلقه يزداد بكل ثانية تمر..


خرج الطبيب من غرفتها و ذهب الى دونغهى...


دونغهى بقلق:"كيف حالها؟!!"


الطبيب بنظرة مطمئنة:"حالتها مستقرة الان..سننقلها الى غرفة 
اخرى..يمكنك رؤيتها بعد ذلك.."


تجمعت الدموع فى عينى دونغهى 


شكر الطبيب..ثم وقف يراقبهم حتى تم نقلها لغرفتها...



انتظر حتى خرجت الممرضة من غرفتها ثم دخل.....كانت نائمة على 
الفراش...امسك بيدها ثم اقترب منها ببطئ و قبل جبينها..قبلة عميقة تعبر 
عن مدى اشتياقه لها و كم الخوف الذى سيطر عليه و انهكه ..سقطت دمعته 
على وجنتها..

 ابتعد عنها و جلس بجوارها و اخذ يتأمل ملامحها..رفع يده و مسح دمعته 
التى سقطت على وجنتها ثم عاد للشرود بها يتأملها..

بعدما توطدت علاقته بها و اصبحا مقربين للغاية دعاها لتكون رفيقته فى 
حفل خطبة صديقه..

عند وصولهما رحب بهما صديقه و خطيبته...

كيوهيون:"و اخيرا جئت..دائما ما تتأخر.."

انتبه الى سلوان التى تقف بجوار دونغهى..

كيوهيون بابتسامة:"لم تخبرنى ان صديقتك بهذا الجمال دونغهى.."

ابتسمت سلوان بخجل بينما رمقه دونغهى و خطيبته بنظرة باردة..

رحمة:"حفل خطبتنا لم ينتهى بعد سيد كيوهيون.."

عاد كيوهيون للوقوف بجانب رحمة محاوطا اياها بذراعه...

كيوهيون:"الا تبدوا حبيبتى جميلة عندما تغار؟!!"

سلوان:"انتما رائعان سويا.."

رحمة:"يسعدنى ان تكونى اول من يخبرنا بذلك.."

سلوان متعجبة:"كيف؟!!"

كيوهيون باستياء:"الجميع هنا وضعوا رهاناتهم اننا لن نصمد سويا لأكثر من شهرين..اكثر مدة تم المراهنة عليها عشرة اسابيع.."

دونغهى:"هذا قاس..اظن انكما ستستمران لنصف عام – نظر الى سلوان – 
كلاهما لديهما قوة تحمل غير عادية.."

كيوهيون:"انت تثير غضبى.."

رحمة:"ذكرنى مجددا لماذا دعوناه الى خطبتنا كيوهيون؟!!"

كيوهيون:"لا ادرى اين كان عقلى بذلك الوقت حين ارسلت اليه دعوة.."

دونغهى:"مضحك للغاية.."

كانت سلوان تتابع حديثهم بابتسامة فى حين امسكت رحمة بيدها..

رحمة:"تعالى معي..دعينا نذهب لنتحدث مع الفتيات و نترك الفتيان فى 
احاديثهم المملة.."

دونغهى:"من الممل؟!!انتن لا تتحدثن سوا عن الطعام و كيفية فقدان 
الوزن.."

رحمة:"اصمت.."

غادرت سلوان مع رحمة وذهبت لتتعرف على الفتيات بينما ذهب دونغهى و كيوهيون ليقفوا مع اصدقائهم...

اصابها الملل سريعا..فهى لم تكن تعرف احدا هناك..كانت تمسك بكأسها و 
تقف مع الفتيات حين لمحت دونغهى يتحدث مع اصدقائه بانسجام...راقبته 
لبعض الوقت حتى التفت لها ايضا...

لم تكن تعلم لماذا لم تبعد نظرها عنه عندما التفت لها..فقط استمرت بالنظر 
الى عينيه..كأنها تريد اكتشاف ما يخفيه و البحث عنه بها..

لم يشح بنظره عنها ايضا..كانا يتبادلان تلك النظرات التى تسببت فى جعل 
قلبه يخفق بقوة شديدة..

تناسى كل شئ حوله..فقط هى من يراها لا احد سواها..لم يرغب طوال 
حياته بأى فتاة كما رغب بها فى تلك اللحظة...

الفتاة الوحيدة التى استطاعت إشعال تلك النيران بداخله ولا يوجد من 
يستطيع اطفائها غيرها..

تبادلا النظرات مطولا حتى اشاحت بنظرها عنه عندما سمعت صوت احد 
الفتيات تخاطبها..

لم يرق له ان تنظر او تتحدث الى غيره حتى و ان كانت تتحدث مع فتاة...

استأذن من اصدقائه ثم ذهب لها و وقف بجوارها...

دونغهى:"هل نذهب لنتمشى قليلا؟!!"

وافقت..ثم استأذنت هى ايضا و سارت معه..خرجا سويا الى حديقة 
المنزل...ساد الصمت للحظات قبل ان تتحدث سلوان..

سلوان:"اخبرتنى انهما صديقاك منذ الجامعة..ليس كذلك؟!!"

اومأ موافقا:"عرفت رحمة بالسنة الاولى و كيوهيون بسنتى الثانية.."

سلوان:"انهما لطيفان.."

دونغهى:"انت محقة.."

عادا للنظر امامهما...كان يريد ان يخبرها بما يشعر به اتجاهها و لكنه تردد 
قليلا..

دونغهى:"سلوان.."

االتفت له بينما اكمل:"هل تتذكرين عندما اخبرتنى بأنك تعلمين انى كنت اود التقرب منك فى تلك الليلة الممطرة؟!!"

سلوان بتعجب:"لماذا تذكر هذا الموضوع الان؟!!"

دونغهى:"لقد كنت محقة..لقد كنت معجبا بك و اردت التعرف عليك.."

كانت تنظر له بينما اقترب منها و امسك بيدها..

دونغهى:"سلوان انا.."

قاطعته:"انت صديقى دونغهى.. – نظر لها بصدمة فى حين تابعت حديثها – 
نحن اصدقاء..لا اكثر ولا اقل.."

دونغهى:"و لكــ .."

سلوان:"لقد تأخر الوقت..يجب علي الذهاب."

غادرت بسرعة بينما ظل هو واقفا فى مكانه بعدما صدمته بإجابتها القاسية و لرفضها القاطع له...

بالرغم من ان ذلك اليوم كان الابشع لرفضها له إلا انه عندما كان يتذكر 
نظراتها له اثناء وقوفه مع اصدقائه كان يشعر بالسعادة تدخل الى قلبه بسبب التقاء نظراتهما فقط...

امسك يدها و مرر يده على شعرها..

دونغهى بصوت اقرب الى الهمس:"ما الذى جعلك تأتين لى تلك الليلة؟!!هيا 
افتحى عيناك و اخبرينى.."

كان ينظر لها و هى نائمة على الفراش و هو يتذكر تلك الليلة..

لقد كان يجلس بمنزله و الظلام يحيط به..كان يشعر بالأسى الشديد..فقد 
رفضته الفتاة التى احبها بصدق الليلة الماضية...

سمع صوت طرق على باب المنزل..ذهب ليرى من الذى اتاه بذلك الوقت 
المتأخر...تفاجئ عندما فتح الباب و وجدها امامه تنظر له...

كان ينظر لها ولا يعلم ماذا يقول..هل يسألها عن سبب قدومها؟!!ام يدعوها 
للدخول؟!!لم يهم ما يقوله لها..فقط ما كان يفكر به هو انه يريدها امامه..فهذا كل ما يحتاجه و سيقبل به اذا كانت لا تريده..

و لكنها فاجئته بسؤالها..

سلوان بتردد:"ماذا كنت تقول ليلة امس؟!!"

دونغهى:"انسى الامر.."

سلوان:"لا اريد.."

دونغهى:"هل اتيت الى هنا بذلك الوقت المتأخر حتى تسألينى ماذا كنت اقول ليلة امس؟!!"

سلوان:"نعم..اتيت الى هنا لأسئلك هذا السؤال.."

دونغهى:"انسى الامر سلوان.."

سلوان:"هل ستتخلى عن الفتاة التى تحبها بتلك السهولة؟!!"

دونغهى:"نحن اصدقاء..هل تذكرين؟!!مجرد صديقين..لا اكثر ولا اقل.."

سلوان:"انت تكذب – نكزت صدره بسبابتها – لقد كنت تنظر لى كما نظرت 
أنا لك ليلة امس – نظرت الى عينيه – و أنا لم اكن انظر لك كصديق – 
اسندت جبهتها الى جبهته و اغمضت عيناها و صوت انفاسهما الدافئة هو ما يحيط بالمكان – لم اكن انظر لك كصديق"

شعر بأنه فقد السيطرة على نفسه..امسك بذراعيها و احكم الامساك 
بها..قربها اليه اكثر..اسندها الى الجدار و هما ما زالا قريبين من بعضهما 
بشدة...

دونغهى بهمس:"كدت ان اموت بسبب رفضك لى البارحة..لم اكن لأسامحك 
ابدا.."

سلوان:"مع البشر يجب ان تمنحهم فرصة..جميعنا لدينا عيوب.."

كان ينظر الى شفتاها و صوت انفاسهما فى علو..

سلوان:"احبك..."

دونغهى:"اعشقك.."

ابتلع ريقه ثم اقترب منها ببطء شديد و تلامست شفاههما لثوان قبل ان يتعمق 
و يتلذذ بها...شعرت بقدميها لا تقوى على حملها..و شعر هو بها...التفت يده 
حول خصرها..رفعها و قربها إليه اكثر..كانت تلك القبلة كافية لتعبر عن 
مدى عشقه لها و جنونها به..

اضطربت انفاسه من مجرد تذكر هذا اليوم..فى ذلك الوقت شعر بأصابعها 
تتحرك ببطء..نظر الى يدها ثم الى وجهها ليجد جفونها تتحرك و كأنها 
تحاول ان تفتح عيناها..

دونغهى:"حبيبتى..هل استيقظت؟!!"

اجابت بتعب و ما زالت تجد صعوبة فى فتح عيناها:"اوبااا.."

شعر بسعادة غامرة عندما تحدثت معه و سقطت دمعه من عيناه..

دونغهى:"هل انت بخير؟!!هل تشعرين بألم؟!!"

سلوان:"اين انا؟!!رأسى يؤلمنى.."

دونغهى:"انتظرى..سأحضر الطبيب.."

نهض من مكانه مسرعا و ذهب الى الطبيب ليخبره عن استيقاظها و  عاد 
معه الى الغرفة ليفحصها..

قام الطبيب بفحص سلوان التى سألته اكثر من مرة اين هى و كان يجيبها و 
لكنها كانت تعود لتسأله مجددا..

انتهى من فحصها و طمأن دونغهى عليهااا..

دونغهى بقلق:"انها تكرر نفس السؤال منذ مدة..هل هى بخير؟!!"

الطبيب بابتسامة مطمئنة:"انها ما زالت تحت تأثير المخدر.بمجرد زوال 
مفعوله ستعود الى طبيعتها..لا تقلق.."

شكره دونغهى ثم عاد للجلوس بجانبها و الامساك بيدها مجددا...

دونغهى:"حبيبتى..هل انت بخير؟!!"

سلوان:"اوباا.."

احكم امساكه بيدها:"أنا هنا بجوارك.."

ظلت بعض الوقت بالفراش تحاول ان تعتاد على الضوء و ترتيب افكارها...

سلوان:"ماذا حدث؟!!لماذا أنا هنا؟!!"

دونغهى:"لقد تعرضنا لحادث..و انت تأذيتى.."

صمتت قليلا ثم تذكرت عندما انقلبت بهم السيارة..

سلوان بابتسامة مرهقة:"هل اردت التخلص منى بتلك السرعة؟!!"

دونغهى و الدموع تتجمع بعينيه:"توقفى عن هذا المزاح.."

سلوان:"لن تستطيع التخلص منى بتلك السهولة..سأظل بتلك الدنيا طالما انت بها.."

تساقطت الدموع من عينيه..اقترب منها و ضمها بقوة..

دونغهى بصوت يخنقه الدموع:"كل هذا بسببى أنا..أنا آسف..أنا حقا آسف.."

وضعت يدها على رأسه و اخذت تمررها عليها ببطء..

سلوان:"توقف عن قول هذا..انت تؤلمنى بهذا الكلام.."

ابتعد عنها و نظر لها بشوق شديد..رفعت يدها و وضعتها على وجنتيه 
لتمسح دموعه المتساقطة...

سلوان:"اعشقك و اعشق خوفك علي.."

امسك يدها و قبلها...

دونغهى:"اذا كنت تحبيننى تماثلى للشفاء سريعا و دعينا نخرج من هنا.."

ظل جالسا معها لوقت طويل يتحدثان حتى حل الليل ...طلبت منه العودة الى المنزل حتى يرتاح قليلا..لكنه رفض و اخبرها انه لن يتركها بمفردها...

فى ذلك اليوم نام على المقعد بجانبها و فى الصباح التالى استيقظت لتجده ما زال نائما..

سلوان بصوت منخفض:"كدت ان اخسرك للمرة الثانية اوبا.."

تذكرت ذلك اليوم عندما رفضته و عادت الى منزلها فى وقت متأخر..القت 
بنفسها على الفراش تفكر بما حدث..إنها تشعر اتجاهه بشعور لم يراودها من قبل..و لكنها تخشى الدخول بعلاقة جديدة..فخوفها من ان يتركها مسيطر عليها..شعرت انه من الافضل لها الابتعاد عنه...

فى الصباح التالى نهضت و هى بحالة سيئة حينما سمعت صوت هاتفها...

اجابت:"مرحبا اوبا.."

ليتوك:"ايتها المشاكسة..ألم تشتاقى لأخيك؟!!لم تهتافينى منذ مدة طويلة.."

سلوان:"انت من سافر و تركنى..انت من يجب عليه مهاتفتى.."

شعر ليتوك بنبرة صوتها المهتزة فسألها بقلق:"حبيبتى سلوان..ما بك؟!!هل 
انت بخير؟!!"

سلوان بصوت تخنقه الدموع:"لا..لست بخير.."

ليتوك:"ماذا حدث؟!!اخبرينى؟!!"

اخبرته بما حدث معها و عن رفضها لدونغهى..

سلوان:"لقد خسرته بسبب غبائى اوبا.."

ليتوك بصوت حنون:"تستطيعين استرجاعه.."

سلوان:"لقد فات الاوان على هذا الكلام الان.."

ليتوك:"الاوان لا يفوت ابدا اذا تعلق الامر بالحب.."

سلوان:"تعتقد انه سيسامحنى؟!!هل سيعطينى فرصة اخرى؟!!"

ليتوك:"إن كان يحبك حقا سيفعل..ثم هل تتذكرين ما اقوله لك دائما؟!!"

سلوان و هى تمسح دموعها:"مع البشر يجب ان تمنحهم فرصة..جميعنا لدينا عيوب.."

ليتوك بابتسامة:"هذه هى فتاتى.."

سلوان:"متى ستعود اوبا؟!!اشتقت لك حقا.."

ليتوك:"و أنا ايضا اشتقت لك كثيرا.."

تحدثت مع اخيها على الهاتف لمدة طويلة ثم اغلقت و جلست تفكر كيف 
ستصلح الاوضاع مع دونغهى...حل الظلام و شعرت بأن صبرها قد 
نفد..ارتدت ملابسها و ذهبت الى منزله..وجدت الاضواء مطفأة..اعتقدت انه ليس بالمنزل و لكنها طرقت الباب فربما يخيب ظنها و تجده...
انتظرت لثوان حتى فتح لها الباب و رأته امامها...



(إننا نجد الحب إن كنا مستعدين الى ذلك..و عندما نجده يجب علينا التمسك 
به حتى النهاية...فنحن لا نقول اننا لا نستطيع ان نعيش بدون من 
نحب..نستطيع أن نعيش بدونهم و لكن لا نريد...)




The End
By:Reem Hatem

هناك 4 تعليقات:

  1. القصة تحفة صراحة تسلم ايديك :D

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمى يا قمر..فرحانة بجد انها عجبتك :D

      حذف
  2. القصه تحفففففه جدااا ❤ وخصوصا ان فيها دودو ^^ وطريقة سرد الاحداث حلوووه اووي فايتينج ياكبير

    ردحذف