الثلاثاء، 14 أبريل 2015

الحب مؤلم

قصة قصيرة واقعية بعنوان: الحب مؤذي لنا .



أجلسُ على كراسي شُرفة المنزل..
الساعةُ 9:44 صباحاً
الطقسُ جميل ونسيمُ الهواء منعش
الشمس ليست قويّة لتمنعني عن النظر جيداً بسبب أشعتها..
أجلس وأراقب..ومعي فنجانُ القهوة ..
أنظرُ إلى الشوارع التي تملؤها القليل من السيّارات
أنظرُ لبعض الأمهات الفقراء اللواتي يمسكن بأيدي أطفالهنّ الصغار ذوي الملابس الباهتة و الخفيفة.


يقطعون الشارع يداً بيد
يصرخون على بعضهم للسرعة لتجاوز هذا الشارع قبل أن تأتي سيّارة.

تأتي نسمةُ هواء باردة..فأغلق وأضُّم معطفي الخفيف الأسود على صدري..
وأحتسي القليل من القهوة ذات الدُخان المتطاير.

ألمس بشاشة هاتفي لفتحه وإلقاء نظرة على الرسائل..
ولكن كالعادة...لايوجد أيّ رسائل من Heechul <3
وكالعادة...
تسحب أصابعي الشاشة إلى فوق...وبدون إذنٍ منّي
لأقرأ رسائلنا القديمة..

هيتشول: سأكون منشغلاً هذه الأيام..انتظريني.
أنا: كم يوماً ستغيب؟
هيتشول: ثلاثة أيّامٍ فقط..آسف.
أنا: أيّها الأحمق ستغيب عنّي هذه المدّة كلّها! حسناً سأنتظرك ولكن ..
هيتشول: أحبّكِ.

ومن حينها...إمتّدت تلك ال "ثلاثة أيّام" إلى شهرٍ ونصف.
لا أعلم أين هو الآن
ولا اعلم ما الذي يفعل و مع من هو .
في الواقع...لقد أُزيلت تلك الأسئلة التي كانت تشغل فكري دائماً.
لقد مللتُ منها...وتعبتُ منها..ولم أعد أهتّم لها.
لا أعلم إذا نسيني أو لا..
فأنا فقط أعيش بحالة ميؤوس منها.

أعلمُ أنّكم قد تتعجبون لقولي وحزني وهي فقط مدّة شهرٍ ونصف.
ولكنني...أو ولكننا...بعيدين عن بعضنا...لسنا سويّاُ...
نحن في بلاد مختلفة.

لذلك..فذلك الحبّ الذي أدّمنا عليه
يعذبني الآن
فقط تمرّ تلك الأسئلة كلّ حينٍ وآخر..
مع أنّني قلتُ لكم أنني لم أعد أهتّمُ لها..
ولكن..

________________

السابع من شهر مارس 2015 ميلاديّ

كنتُ أتمشى حول جسر البحر 
لم يكن البحر بكل ذلك الجمال الذي ترونه في الصور
من المواقع الألكترونيّة...أو انه كان وقتها بالنسبة لي جميل..
لأنني كنتُ أنتظره..
ظللتُ أتمشى على جوانب الجسر ولم أقترب من ضٍفاف الانهار كما طلب هنو منّي خوفاً عليّ..
 من حرقة الشمس التي تسببّها لي.

تأخر عليّ نصف ساعة..
كما تعلمون...صبرُ الفتيات قليل
ولا يحببن أن يتأخر عليهنّ أحد..
ولكنني كسرتُ تلك القاعدة..
وكنتُ أنتظره
ولم أهتّم حتى لو تأخر ساعات
فأنا اعلم حبّه للتكنلوجيا واللعب بألعاب الحاسوب
في الواقع..
لقد تعلمتُ بعضاُ من ألعابه التي يلعبها هو..
وأندمج معه
كنتُ أشاهد المباريات التي وحتى الآن لا أفهمُ منها شيئاً

كنّا نسهر مع بعضنا البعض على مباريات مملة للغاية وبكل معنى الكلمة..
ولكنني عندما كنتُ أراه يبتسم ويصرخ ويضحك عندما يسجل فريقه هدفاً...كنتُ أهتفُ معه مع أنني لا أفهم شيئاً.

ليس جهلاً..ولكنني لم أهتم لتلك المباريات يوماً..

تلك ملابسه التي لا موضة لها
أو بالأحرى التي لا تليق على بعضها..



قد اعتدتُ عليها..
ملابسه التي تشبه ملابس الأطفال وهو في سنّ الثلاثين وما بعد من عمره..
أيضاً قد أعتدتُ عليها..



تعودتُ على شقاوته ومرحه وحبّه للتكنلوجيا وعشقه للألعاب الألكترونية و المباريات والملابس الرديئة..حتى أصبحتُ مثله..
فقط لأجله..

كنّا نجلس مع بعضنا البعض...
كنتُ أنا أكتب بعض الخواطر أو أجزاء من رواياتي التي تُنشر في المكاتب و معارض الكُتب..
وهو كان يستلقي على حضني ..
وهو ينقر على شاشة هاتفه ويلعب العاب الكترونية .

كلٌّ منا تعود على الآخر
والأغلب
أن أحد الأطراف كان يساير الآخر ويمشي على معتقداته
وآرائه 
فقط لكيّ لا تقع الخلافات...ويفصل بيننا الفُراق.



حتى عشقنا بعضنا..
لا تعتقدو انّ جميع رسائلنا الهاتفيّة كانت في التغزل ووصف محاسن الجمال والرقيّ والحب.

كنّا فقط نضحك ونطلقُ النِكات
هو كان يقصفُ جبهتي بنكاته
ولكنه كان دائماً مُراعياً على مشاعري
وبعد كلّ نكتة مؤذية يقول:
فقط أمزح...لاتتأثري..أحبّك.

لاتقلق...أنا لا أتأثر...فقط أرجوك عُد
أرجوك عُد..
أنت لاتعلم كيف تمضي كلّ ساعة وكأنّها سنة..
لقد ذهبت ولم تعد..
أنا أعدك
أنني سأشاهد كل مباراة وسأتعلم جميع جوانبها وقواعدها...
وأنا أعدك أنني لن اتأخر في تجهيز نفسي عند الخروج مع بعضنا
وأنا أعدك أنني لن أبكي بسهولة..
وأنا أعدك أنني لن انهار في حضنك أمام النّاس لكيّ لا تفسد سمعتك..
وأنا أعدك أنني لن ازعجك بإتصالاتي في أوقات متعتك مع أصدقائك..

فقط أرجوك...فالتعد...فهذا لن ينفع أكثر..
يا إلهي...سُحقاً لتلك الدموع التي تنهمر كل مرة اذكر اسمك.
كيم هيتشول.

وأنا لازلتُ أكلّم نفسي وكالحمقاء 
وكأنني اتكلم معك..
اتوهم خيالك..
عندما أذهب إلى سوق الملابس
أذهب مباشرةً إلى الملابس الحمراء كما كُنت انت تحب..
وأرى روعتها التي لم اكن أشعر بها عندما كنت معي.

وألتف يميناً وأتوّهم بأنك بجانبي..واسألك عن رأيك عن أيّ قطعة وشكل آخذ..
وفقط..أرى خيالك ينظر إليّ ويبتسم لي..
فآخذُ أكثر قطعة ملابس حمراء لا تليق بالبنطال..
كما كُنت انت تفعل.

أجل...لقد جُننت..و جنوني هذا دائماً يذهبُ بأصابعي إلى آخر محادثةٍ لنا..

أجل..فأنا هي تلك..الحمقاء التي لازالت تنتظرك شهرٌ ونصف.

_________________

على كلّ حال...يكفيني بُكاءاً وشوقاً وندماً..
سأذهب إلى البحر..واتأمل به..
فقد يعطيني نسيمهُ بعض الامل.

ذهبتُ وأنا قريبة من الجسر واسفلي البحر..
تأملت به..
و ابتسمتُ..وقلتُ لنفسي :لن أفقد الأمل.
وتمشيّتُ حولهُ وانا مبتسمة واتخيّله بجانبي..
وفجأة!!
ما هذا؟!!
وكأنّها مجموعةُ من الناس يركضون وراء شخص؟!
ولكن..
اااخ رأسي...الشمسُ قويّة...لايمكنني النظر بوضوح..

وفجأة...قاموا اولئك الناس بالمرور بينها..وكانت الشمسُ قوية
حتى فجأة!!
لم تنتبه على نفسها
و ارتطم بها مجموعةٌ من النّاس...فلم تتوازن..
وسقطت هي من على الجسر نحو البحر!!
وغرقت.

(ماتت)

________________________

الرابع عشر من نوفمبر 2015 ميلادي..

ينتظرُ شابٌ وسيم ويرتدي ملابس حمراء غير لائقة..
ولكنها تميّزه عن الباقي..ينتظرُ في المقهى..
ويُرسل الرسائل من خلال هاتفه النقّال..
حتّى ملل من عدم الإجابة..
وفتح لُعبة من العابه الألكترونية من على هاتفه وبدأ باللعب..

 
وبعد 10 دقائق...توّقف الشاب الوسيم عن اللعب..وملل للغاية..حتى اخرج شيئاً من جيبه...ووقف للذهاب وغادرة المقهى..



 وفجأة..توقفت الاغاني التي كانت تُعرض من خلال تلفاز المقهى الكبير..
وظهرت الأخبار..

المذيع: خبرُ مهم...لقد تّم اليوم وفي الساعة 12:9 صباحاً
تمإيجاد جثّة فتاة في ضفاف البحر ميّتة..
وكانت ترتدي ملابس حمراء ورأسها ممتلئ بالدماء وكأنها سقطة..

حينها توقف الشاب...وبسرعة ألقى نظرة خاطفة على التلفاز ليرى أن الفتاة التي ينتظرها و غاب عنها الأشهر...قد توفّت!!

وقع الهاتف من يد الشاب..
ووقف بصدمة كبيرة..
وبعد دقائق...ركض مُسرعاً نحو سيّارته وقادها بسرعة نحو الجسر!

والدموع تملئ عيناه بحُرقة ويصرخ عند وقوف سيّارةٍ أمامه !

وعندما وصل...رأى أن الجُّثة قد تم إزالتها وحرقها..
وأنّ الجسر محظور وممتد بالأشرطة الصفراء لمنع دخوله.

صرخ الشاب بأعلا صوته بقهر وحزن وغضب
وصرخ بإسمها بحرقة وبُكاء..
ودخل سيّارتهُ وبدأ بضرب المقود والبكاء والصُراخ..

هيتشول: ااااااااااااااااا!! لماذا؟! لماذا؟!
كيف ماتت؟! كلا..هي لم تمت...أرجوكم فالتخبروني أنها لم تمت..أرجوكم أخبروني بذلك!!!
أنها لم تمت...لازالت موجودة..تراقبني وأنا ألعب بهاتفي..
تكتبُ رواياتها وتوقعها للنّاس
تُشاهد المباريات معي!!
أنا المخطئ!!
لا تتركيني وترحلي!!
أرجوكي فالتعودي!!
أعدكِ أنني..سأحبك ولن أترككِ البتّة!!
أرجوكِ ..فالتعودي.

فالتف يساره ليرى خيالها وكأنّه روحها..
تُمسك بيده...وتبتسم له ..
وتقول:
وأنا أيضاً..أحبّك..

واختفت...فصرخ هيتشول وقال:
وأنا أيضاً أحبك...وأنا ايضاً..

وقام بارتداء خاتمه للخطوبة بأصبعه..ووضع خاتمها هي للخطوبة منه في عقده الذي يرتديه هيتشول..

وأنا أيضاً..أحبّك.

النهاية.

_________________________

هذه القصة..تُفيدكم في الواقع..
فلا تتركو أصدقائكم الذين عشتم مع بعضكم أجمل اللحظات..
ولا تتركوهم ينتظرون..فمنهم من سيغادر..ومنهم من سينتظرك وهو فاقدٌ للأمل..
لذلك..فالتبقى معهم..وفالتعش أجمل لحظاتك معهم..ولا تخسرهم..فهم الوحيدون الذين يفهموك.

اتمنى أن القصة اعجبتكم..ولقد كتبتها من أجل عبرة "لاتتركوهم..فهم يتألمون"

وشكراً .                        
      

هناك تعليق واحد: