الاثنين، 2 نوفمبر 2015

بعد عشر سنوات


قصة بعنوان:  بعد عشر سنوات 
ملاحظة : هذه القصة للتسلية و أرجو عدم خلط القصص و الروايات مع الحياة الواقعية..قراءة ممتعة ^^ 



" ماذا ستكون بعد عشر سنوات؟ "

مازال هذا السؤال عالق في رأسي
عندما سُألتُ هذا السؤال..
صمتُّ قليلاً ومن ثم رفعتُ رأسي
و بابتسامة مرسومة على شفاهي
قائلاً:

"ارى نفسي بعد عشر سنوات رجلاً اعمل بمهنة طبيب متزوج بالفتاة التي أحب "

من الطبيعي ان تكون تلك هي إجابتي...فكنتُ شاباً صغيراً مراهقاً..لديّ آمال و طموحات و أحلام ترسم الإبتسامة على وجهي..

ولكن نحن نحلم و نتأمل لنخفي بعض من المشاكل و العثرات في هذه الحياة..
متأملين بأن تتحقق!

ولكن تلك العشر سنوات التي ظننا بأنها قصيرة 
وستمر بسهولة مع تحقيقات أحلامنا...

ما كانت سوى سنوات كبيرة مليئة بالأحداث و المشاكل
الاجتماعية و السياسية...و أشدد على المشاكل العاطفية!

فلقد مرّت تلك السنوات العشر..
حققتُ القليل من أحلامي فأنا رجل..هههه
ولكن أصبحتُ طبيباً نفساني..
كان بإمكاني أن اصبح طبيباً للجراحة ولكن..

حدث كل التغيير بعد تلك الحادثة..

4 حزيران 2007

انهى مدير المدرسة خطابه المليء بالتهنئات و الوصايا و الشكر
لطلابه الذين سيتخرجون من المدرسة..
كانت الابتسامات مرسومة على وجه كل طالب
و الفرحة في قلب كل مستمع
و دموع الأهالي تكاد تنهمر متأثرة بأجمل لحظات أولادهم..

و خرجت اصوات الصراخ و الفرح و القهقهات متعالية
و الأغاني الوطنية و الجميلة من سماعة المذياع القديم




وقفت فتاة بأعين متلئلئة خضراء
وقامت بخلع قبعتها ورميها عالياً في السماء مع ضحكة كبيرة خرجت من وسط قلبها!




وبينما ذهب جميع الطلاب لمائدة الطعام و المأكلوات الشهية,
ركض شاب طويل وقفز على تلك الفتاة صاحبة العيون الخضراء 
ليفاجئها و يفرحها!


- "يااا ماذا تفعل في المدرسة؟! حقاً لم أتوقع قدومك! "

- "وكيف يمكنني تفويت أجمل لحظات أرى فيها حبيبتي تتخرج بعد عناء لتنجح!! "

فقاطع كلامهما المصوّر 

- " اوقفا ساكنان أريدُ أن ألتقط لكما صورة جميلة "

فحاول الشاب منعه قائلاً:

- "ولكنني أنهيتُ المدرسة منذ 4 سنوات! لا بأس هيا صورني مع حبيبتي"




ضحكت الفتاة و أُلتقطت أجمل الصور لكليهما و احتفلا سوياً و استمتعا حتى أوصلها هو محاولاً عدم رؤية أهلها له..

وعندما دخلت الفتاة المنزل ضاحكة مبتسمة
,اندهشت بالعكس على وجوه أفراد عائلتها..
فأوجههم عابسة و الغضب على أوجههم..

اقترب منها شقيقها الأكبر منها سناً وقال:

"مبارك..نجحتِ ..كيف كان حال صديقتك؟
أم دعيني أقول صديقك الشاب"


تلاشت الابتسامة من وجه الفتاة البريئة
و شحب وجهها و توسعّت عيناها مندهشة لكلام أخيها

اقتربت منها أختها الكبرى متكتفة اليدين قائلة:
لقد جلبتِ العار للعائلة!

بقيت صامتة...وقلبها بدأ يدق بسرعة كبيرة
خائفة للغاية..وكأن القلب اصبح بين الركب
لا تشعر به وفقط تفكر في محاولة الهرب..

وعندما عادت خطوتين للوراء...بدأت بالركض بسرعة 
محاولة أن تجد حبيبها لينقذها...ولكن للأسف فقد كانت سيارته قد قطعت متراً.

ولكن..كان خيالها قد ظهر على المرآة الجانبية من سيارته
وظهر انها تطلب النجدة...فأوقف سيارته مندهشاً..

ولكن عندما خرج من سيارته و ألتف وراءه,رأى أنه لا يوجد أحد بالشارع..

فقد سحبها أخوها و ركلها رامياً بها على الأرض وبدأ بضرباته
وشتائمه محاولاً أن يشوهها...

ركلات من أقدامه على بطنها و الدم ينزف من شفتيها المجروحتان..

حينها...كان حبيبها قد اقترب من منزلهم ليرى مايحدث...
فاندهش برؤيتها تُضرب و تتشوه!

امسك أخيها بأقرب طوب (حجر ثقيل جداً)
ورفع يده,
موّجهاً الحجر نحو رئتيها وصدرها..

ولكن..بصراخ شاب محاولاً أن يمنعهم من ذلك
و يحاول أن يبعدها عنه...جائت الضربة على أصابع يده اليمنى!

و انكسرت عظام أصابعه..
اندهش الجميع من تدخل حبيبها ووجوده!
وصرخ شقيق الفتاة قائلاً:

"أيها الحقير الملعون ألا ترى كيف حطمت حياة شقيقتي؟!"

غضب الشاب كثيراً من كلامه بعد ما ضرب شقيقته حتى تشوهت

- " من الحقير هنا؟! من الذي دّمر حياة من؟!
ألا ترى أن بضربك هذا أختك ستتشوه ولن تجلب أطفالاً أو قد تموت!!
وأنتي ايتها الأم!! يا نبع الحنان!!
يا من تبدين أطفال عن أي شيء و تعطيهم روحك!!

لماذا واقفة تشاهدين؟!
واااااو لم أعلم كم هو ممتع هذا الفيلم!!
شاب يضرب اخته حتى تموت و تتشوه فقط لأنها امتلكت مشاعر لأحد!!




كيف تستطيعون فعل هذا بها؟!
كيف ستواجهون ربكم بعد الموت؟!
كيف تتجرأون على الحلم بالجنّة و الأيام الجميلة؟!

لو كنتم حقاً الأهل الراعون للمشاعر و التربية...
لما كنتم قد فعلتم هذا بها!"

(بدأت دموع الشاب تخرج وبدأ بالبكاء)

" أنا الآن أقف أمامكم وأشهد أننا لم نفعل شيء خاطئ أو غير شرعي أو قانوني!
نحن نمتلك مشاعر لبعضنا..ليس أكثر!"




وقام بحمل الفتاة من على الأرض رغم أصابعه المكسورة و دمائها الذي يغطي جسدها..
ووضعها في سيارته و ركب السيارة و قادها بسرعة هائلة ليذهب إلى المستشفى..

كانت هي جالسةً على المقعد الأمامي ملتوية تجمع شتات نفسها وتحاول رفع جفنها لتعي و ترى ماذا يحدث معها..
ولكنها لم ترى سوى حبيبها يقود السيارة بيده اليسرى و يده الأخرى منفوخة كالبالون الأزرق و الدماء تسيل من أصابعه و أظافره..

لم تكن من النوع التي يستطيع التعامل مع الدماء بسهولة...فكانت الدماء تشكل خطراً عليها لشدّة خوفها منها..
قامت قليلاً وحاولت التكلم...

هي : "يدك! انها تنزف! ما الذي حصل؟! يجب أن آخك للمستشفى حالاً! "

إلتفت هو إليها متعجباً من أنها قلقة عليه ولا ترى ماذا حصل لها...فخاف عليها أن ترى جزءاً من جيدها المصاب او المشوّه فتخاف أكثر وتفقد الوعي لمدّة أطول..

هو "اوه! أجل يدي الآن سنذهب للمستشفى و سأداويها...ولكن الآن أنتي فالتنامي..سنصل بعد دقيقتين! "

ولكنها لم ترد وحينما حاولت أن تقاوم ألمها..رأت قدميها المشوهتان و الدماء تسيل منهما ...حينها خافت و أصابتها صدمة كبيرة وفقدت الوعي...

___________________________




"سيدة ميرا.. هل يمكنكي الإستيقاظ؟ ...هيا لا تخافي أنتي الآن في أمان ...ميرا أرجوكِ فالتستيقظي "

فتحت الفتاة عينيها..فترى سقفاً أبيض اللون..تلتف إلى يمينها فترى معطر الجوّ الذي يُخرج رائحة أزهار الياسمين..
وترى نفسها مستلقية على سرير من أسرّة المستشفى البيضاء







ومن ثمّ تلتف إلى شمالها لترى ممرضة مبتسمة الوجه..
ووراء الممرضة عجوز مستلقيةً على السرير..

حينها تنهض متسرعة فيؤلمها ظهرها فتساعدها الممرضة.

ميرا (الفتاة) : "لماذا أنا في المستشفى؟ ماذا حصل لي؟! "

الممرضة: "بالتأكيد لن تتذكري...لقد مضى وقتاً طويل..في الواقع..."

حينها قاطعت كلام الممرضة العجوز تلك...كانت العجوز تمتلك وجهاً مجعداً يُظهر كبر سنّها..إلا أن وجهها الأبيض الذي يوحي بالحنان و الدفئ..وكان وجهها طفل صغير ليريح القلب..

العجوز: "أخيراً استيقظت حبيبتي ميرا ^^ ..ألم أقل لكم أيها الأطبّاء أنها ستستيقظ حتّى بعد سنة و نصف!! "

ظهرت ملامح التعجب و التساؤل على وجه الفتاة الشابّة ميرا..

ميرا: "سنة ونصف؟! أرجوكِ فالتشرحي لي"

العجوز: "قبل سنة ونصف..أيّ سنتان..أخذكِ شاب وسيم إلى هذا المستشفى وكنتِ مصابة للغاية ..و بقيوا يعالجوكِ منتظرين أن تستيقظِ..في الواقع أنا أعرف كل شيء..ابني حبيبي قال لي قبل سبع سنوات أنه سيأتي ويأخذني من المستشفى حتى أتعافى..وسأحضر حفل زفافه ^^ أنا ما زلتُ أنتظره ...رغم أنني أفقد الأمل كل حين وآخر ...ولكنني أثق بأبني حبيبي ^^ "

أسكتت الممرضة العجوز قائلة:

الممرضة: "اششش! لا تقلقي يا سيدة مرا...في الواقع (أخفضت صوتها) إنها تعاني من الخرف و اينها تركها هنا دافعاً قسوط المستشفى فقط ليتزوج و يتخلص من همّ رعايتها...
ولكن أرجوكِ لا تخافي فنحن هنا في الخدمة ونحن سعيدين كثيراً لإستيقاظك ^^ "

ابتسمت العجوز وقالت : "لذلك يجب أن نحتفل بأبنتي الحبيبة ميرا ^^ اااخ يا ابنتي كم أحبكِ ! و سأتصل بأبني الآخر! "

ميرا: "ابنكِ الآخر؟ من هو؟ "

العجوز : "انه ذاته الذي أوصلكِ إلى هنا قبل سنتين! يأتي كل يومين و يتأمل بكِ و نتحدث قليلاً! حتى انه يجلب لي الشوكولا المليئة بالجوز الذي لا أستطيع أكله "

قامت ميرا من سريرها و نزعت إبرة السيروم من يدها لتستكشف الغرفة و تحاول أن تتذكر...رغم أن الممرضة حاولت إمساكها و لكن ميرا رفضت وخرجت من الغرفة..

حينها اصتدمت ميرا بجسد شاب طويل..فتألمت و قالت:

ميرا : "ااخ قفصي الصدري! اوه عذراً سيدي لم أنتبه لك! "

حينما رفعت ميرا رأسها..دُهش الشاب و ذهل كثيراً حتى ان كوب الشاي الساخن وقع من يده!


يُتبع...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق