All over again
Part 15
كنت
اجلس الى كرسي في الحديقة الكبيرة ، حين افزعني مين سو بصوته،
مين
سو: لما انت شاردة الذهن هكذا؟
انا:
لا شيء لا تشغل بالك، اين مريم؟
مين سو: لقد اخبرتني ان اخذك الى مكان ما ،
انا
: الى اين، مين سو: فقط اتبعيني انستي....
ذهبت
و مين سو الى المكان المقصود ، انا اذكر هذا المكان ، انه مألوف جدا ، كم هذا
رائع
، العودة الى هنا....
وصلنا
الى المكان الذي تنتظرنا فيه مريم،
انا:
واه انها الثانوية التي كنا ندرس فيها صح؟
مين سو: اجل، اليوم هناك بث اذاعي خاص ، ستكونين
المذيعة الشرفية ، لاطالما كنت
ترتادين
اذاعة الثانوية ، وكان الجميع يحب فقرتك اليومية،
انا: يبدو اني كنت محبوبة،
كنا
ذاهبين الى استوديو الثانوية ،حين مررنا في الرواق على غرفة الحجز، حيث كان احد
الاساتذة
يوبخ طالبين فتى وفتاة، استوقفني المشهد ، كان الاستاذ يصرخ بوجههما لكن
ملامحهما
تبدو غير مكترثة ، انهما تماما مثلهما، لقد التقيا هنا ، لقد اخبراني ان لقاءهما
الاول
كان في غرفة الحجز....
فتح
الاستاذ باب الغرفة وقال بغضب: انتي اسوأ طالبة في الصف يا رضوى، ستقضين
اليوم
اربع ساعات في الحجز،
رضوى:
ولكن لم يكن ما حدث بسببي،
الاستاذ: لا اريد سماع مبررات كاذبة، انت
دائما تثيرين المتاعب،
نفخت
رضوى باستياء، وقالت: هذا ليس عدلا، ،
رفع
طالب كان محجوزا ايضا، رفع راسه وفتح عينيه بتثاقل شديد وقال:هاي اسكتي انت
تزعجينني
في وقت قيلولتي،
رضوى: ومن تكون انت، ثم جلست على الكرسي وقالت
احمق،
رفع
دونغهي راسه مرة اخرى ونظر اليها يتفحص وجهها وقال: ماذا قلتي؟
رضوى:
لا شيء ، عد الى نومك،
دونغهي: يا الهي ستمضين اربع ساعات في الاحتجاز،
ما يعني انك ستغادرين بعد
الساعة
الثامنة ليلا، اين تسكنين؟
رضوى: في الحي الكبير ، انه قريب،لكنني لم
اتاخر يوما عن العودة الى البيت،
دونغهي:
انها منطقة خطرة ، لقد كنا نسكن هناك سابقا ، ووضع وجهه على الطاولة مرة
اخرى،
رضوى:
لما تم احتجازك؟
دونغهي: دخل استاذ الرياضيات و وجدني ارقص ،
وانتي؟
رضوى: اكتشف استاذ الانجليزية اني اقوم بتصويره
بالكاميرا،
دونغهي: ولما تصورينه؟
رضوى:
انا اخرج فيلما عن الصف الذي ادرس فيه،
دونغهي
: اها، وهل صادر الكاميرا،
رضوى:
نعم ،لكنني اخذ بطاقة الذاكرة وضحكت ضحكة شريرة،
ثم استأنفت تقول: لا شيء سيوقفني عن اخراج
هذا الفلم،
دونغهي : يبدو انك تحبين صناعة الافلام،
رضوى:
انا اريد ان اصبح مخرجة ،
دونغهي: وانا اريد ان اصير مغنيا،
رضوى:
حين تصبح مشهورا، ساقوم باخراج فيديو مصور لاغانيك،
دونغهي:
انا موافق، ثم نظر الى ساعة يده وقال: انه وقت مغادرتي، فرصة سعيدة انسة..
رضوى:
رضوى،
دونغهي: فرصة سعيدة انسة رضوى، حاولي ان
تنامي ، هذا هو اروع شيء بشأن
الاحتجاز،
غمزها بعينه وغادر...
قضت
رضوى ساعات الحجز في ملل شديد ، كانت تبدو كالقرون بالنسبة لها ، دقت
الساعة
الثامنة مساءا، وساد الظلام، جاء المسؤول عن الحجز واخرج رضوى، ثم
اتجهت
الى غرفة الاساتذة وتسللت الى الداخل ، اخذت الكاميرا الخاصة بها وغادرت
الثانوية
، عند مدخل الثانوية وجدت دونغهي ينتظرها على دراجته،
رضوى: ماذا تفعل هنا؟
دونغهي: كنت افكر انك قد تكونين خائفة في طريق
العودة الى المنزل ، فاتيت لاقلك ،
رضوى:
انا خائفة؟ لا ابدا،
دونغهي:
اذن انا ساغادر،
رضوى: الى اللقاء،
سارت
رضوى الى منزلها، كان طريقه مظلما نوعا ما، كانت تسير بحذر وتراقب المكان
حولها
، واذا فجاة سمعت صوت هرتين تتعاركان، فعادت ادراجها راكضة فاصطدمت
بدونغهي
الذي كان يتبعها،
دونغهي: اخبرتك انه لا يجب عليك الذهاب لوحدك،
فهذا خطر، مجرد قطتين اثارتا فزعك
،
ماذا لو كان احد الشبان الطائشين ، ماذا كنت لتفعلي، عليكي ان تكوني مع شاب جيد
مثلي،
رضوى: ومن قال ذلك ، قد تكون انت ايضا شابا
طائشا،
قرب
دونغهي وجهه من رضوى التي ارتدت الى الخلف خطوة وقال: ربما اكون شابا
طائشا،
وساقوم بالاعتداء عليكي،
وامسك خصلة من شعرها بطريقة شقية
واكمل يقول: ما رايك ايتها الجميلة؟
تسمرت رضوى في مكانها فقد كانت مندهشة من تحوله
المفاجئ، وضعت يديها امامها
على
شكل اكس وتراجعت الى الخلف وهي تقول بصوت مهتز: لا .. لا .. لا تقترب مني ،
ســ..ســ..ستندم
، انا احـ..أحـذرك،
اقترب
منها دونغهي وكان كلما اقترب خطوة ابتعدت خطوة الى ان التصق ظهرها
بالجدار،
كانت تعلو وجه دونغهي ابتسامة خبيثة ، وامسك مرة اخرى بخصلة من شعر
رضوى،وقرب
وجهه منها ، كانت دموعها قد استقرت على جفنيها وكانت على وشك
البكاء
حين انفجر ضاحكا ،
وقال: شكلك يبدو مضحكا وانت خائفة ، والان دعينا
نواصل طريقنا، وراح يجر دراجته
بجانبه
ويسير، مشت رضوى بخطى بطيئة ،
التفت
اليها وقال : اعتقد اننا ذاهبان الى بيتك لا بيتي ، عليكي ان تكوني في المقدمة حتى
نعرف
الطريق،
سبقته
بخطوتين ولم تحدثه لم تقل كلمة واحدة كانت فقط تسير في هدوء ، وصلا الى
اخر
الشارع حين وجدا بيتا ينبثق منه ضوء خافت ، وامرأة تقف امام الباب تنظر اليهما ،
اسرعت
رضوى بخطاها ففتحت والدتها ذراعيها لملاقاتها ، عانقت والدتها واحتضنتها
في
حنو ،
الام:
لقد كنت اموت قلقا عليكي ،
رضوى: انا اسفة امي ، لقد كان عندي واجبات كان
يجب ان اقوم بالبحث عن حلها في
المكتبة
وقد تأخرت، نظرت الام الى دونغهي وهمست من هذا الوسيم؟ نظرت رضوى
بارتباك،
هي حتى لا تعرف اسمه، انحنى دونغهي تسعين درجة وحيى والدة رضوى
وقال:
انا دونغهي زميل رضوى في الثانوية ، اكبر منها بسنة دراسية ، وقد كنت
اساعدها
في المكتبة ، وغمز رضوى،
رضوى: اذن اسمه دونغهي،
الام: اوه حسنا يا بني، شكرا لانك اوصلت ابنتي
بامان، ضرب دونغهي على صدره
وقال:
انا في الخدمة سيدتي ، ساساعدها دائما في المكتبة، والان اسمحي لي بالمغادرة،
اراكي
غدا في نفس الوقت في المكتبة رضوى شي، ابتسمت رضوى ابتسامة غبية
وقالت:
اوه حسنا الى اللقاء،
دخلت رضوى و والدتها الى المنزل بعد ان غادر
دونغهي ،
الام:
كان عليكي ان تتصلي لتطمنيني عليكي،
رضوى:
امي هل نسيتي انني قايضت هاتفي بالكاميرا ،
الام: اوف ، لست ادري ما نفع هذه الكاميرا، اقسم
انك ستجلبين لنفسك المشاكل ،
رضوى:
اوماه توقفي ، انت دائما تحبطين عزيمتي،
الام: اجلسي لتاكلي واغلقي فمك الكبير، تتحدثين
عن الاحباط ، انت الاحباط بذاته،
رضوى:
ما هذا سناكل ارزا وحده اليوم ايضا، اعطيني قليلا من الكيمتشي، ارجوكي امي،
الام:
لا يمكنك سنصنع به حساءا غدا ، وبعد غد اعدك اني سأصنع لكي اطباقا لذيذة
فالسيدة
لي ستعطيني اجرتي غدا،
رضوى:
وهل اعطتها تلك السيدة مستحقاتكما؟
الام: اها اخيرا،
رضوى: تلك السيدة الغنية ، لا ادري ماذا كان
يؤخرها لتعطيكم مالكم، انها حقيرة، فعلا
هؤلاء
الاغنياء هم اسوأ الاشخاص ، انا حين اصير مخرجة ناجحة وغنية ساساعد
المحتاجين
،
الام:
كلي كلي وتوقفي عن قول هذه التفاهات .
سكتت
الام قليلا ثم قالت: من كان ذلك الشاب الوسيم، هل انتما تتواعدان،
رضوى:
اوماه ـ توقفي ، انا ليس لدي وقت لاواعد احدا،
الام:
نعم نعم ، لا ادري متى ستبدئين بالمواعدة ن حين تصبحين عجوزا؟
رضوى: اوماه انا لازلت صغيرة ، لم اتجاوز
السابعة عشر بعد ،
الام : انه الوقت المناسب حتى تواعدي و تختاري
رجلا مناسبا لكي، يبدو لي ان زميلك
هذا
شخص جيد،
لم ترد رضوى وواصلت الاكل ..
بعد
العشاء اتجهت رضوى الى غرفتها لتنام، ثم تذكرت وجه دونغهي المخيف، ثم وجه
الظريف،
وراحت كلمات امها تتردد في داخلها، "يبدو انه شخص جيد" ، نفضت رضوى
تلك
الافكار من راسها ثم تذكرت حين قال لها " اراك في المكتبة في نفس
الموعد"
رضوى:
وهل يعتقد اني ساذهب للحجز مرة اخرى؟ انه غبي...
استيقضت
رضوى صباحا واتجهت الى الثانوية ، كانت متأخرة ، وحين وصلت وجدت
الاستاذ
المسؤول عن معاقبة المتأخرين ، فاوقفها عند المدخل ، وامرها ان تجلس الى
جانب
الطلبة المتأخرين الاخرين وترفع يديها ، جثت رضوى على ركبتيها وهي تشعر
بحرج
شديد ،
رفعت
يديها ببطئ حين سمعت شخصا يقول: صباح الخير ، لقد التقينا ثانية،
رضوى: انت ثانية ،
دونغهي: شيء جميل نلتقي في موقف كهذا ،
رضوى: غبي،
دونغهي: لقد سمعتك، لكنني ساسامحك،
رضوى:
اصمت،
الاستاذ : هاي انتما الاثنان هل ستلتزمان الصمت،
ام ادخلكما الحجز؟
دونغهي:
سيكون رائعا ان نذهب الى الحجز اليوم ايضا،
رضوى:
لا تكن ابلها،
دونغهي:
سنقضي اليوم معا ، ستتعرفين الي اكثر، الستي مهتمة بذلك؟
رضوى:
لا لست كذلك،
دونغهي
: ولكن يبدو انك كذلك،
رضوى:
لست كذلـ..
الاستاذ: انتما الاثنان الى قاعة الحجز ، غبيان
،
دونغهي: يس، لقد فعلتها ،
رضوى: انت احمق ،
دونغهي : وانتي غبية ...
دخل
كلاهما قاعة الحجز ، فاخرجت رضوى حاسبها الصغير، او بالاحرى انه الحاسب
الذي
اعطتها اياه ابنة السيدة الثرية ، انها عكس والدتها فهي تساعد الاخرين، فتحت
رضوى
حاسبها وراحت تقوم بتركيب الفيديو الخاص بفيلمها الذي تريد اخراجه، بينما
جلس
دونغهي يراقبها،
دونغهي:
ماذا ستسمين فلمك؟
رضوى:
في عالم الثانوية،
دونغهي:
عنوان جميل، لكن هل تعتقدين انك ستحققين اي نجاح بهذا ؟
رضوى: انا متأكدة،
دونغهي: وهل ستبعثينه الى..
رضوى:
هلا التزمت الصمت انت تشوش علي،
دونغهي : اسف،
رضوى: لا عليك...
ساد صمت لبرهة ثم تحدث دونغهي ثانية: هل عندك
اخوة؟
رضوى: لا،
دونغهي:
انا عندي اخ ، لكنه لا ياتي الا نادرا، انه يعيش خارج البلد،
رضوى: اها، دونغهي : ماذا عن والديك؟
رضوى:
والدتي تقوم بخياطة الملابس التقليدية ، ووالدي توفي قبل ولادتي،
دونغهي : انا اسف،
رضوى:
لا عليك ،
دونغهي:
انا ايضا والدتي تقوم بصناعة الاواني والاكسسوارات التقليدية ، اما والدي
فيعمل
سائق اجرة، انه مريض هذه الايام ، لذلك فهو لا يذهب دائما الى العمل، اتمنى ان
انجح
في مسابقة المواهب حتى اريحهما من العمل، كانت رضوى طوال المحادثة تتحدث
وهي
تعمل على مشروعها ، الا انها بعد ان سمعته يقول ذلك ، احست كم هو طيب
فاستدارت
،
جمعت
قبضة يدها وشجعته بحماس رضوى: فايتينغ، تستطيع النجاح ،
دونغهي : ساريكي العرض الذي سأقدمه، شغل دونغهي
الموسيقى على هاتفه وراح
يرقص
ببراعة ادهشت رضوى، وكانت تشجعه وتصفق له ،
رضوى:
واااااااااااه انك حقا موهوب جدا ، انت ستنجح لا محالة ، متى موعد المسابقة؟
دونغهي
: بعد اسبوع، رضوى: انا ايضا سادخل مسابقىة الاخراج ، في شركة كبرى ،
ساكون
المخرجة المناسبة لمشروعهم القادم،
دونغهي: اي شركة هذه ،
رضوى:
انها شركة صناعة الترفيه الكبرى جي واي بي، انهم يبحثون عن طاقات شابة
يمكنها
اخراج فيديوهات للفرقة الجديدة التي سيطلقونها،
دونغهي:
اها، اعتقدت انها نفس الشركة التي قدمت بها...
مرت
ساعات الاحتجاز بسرعة ولكن ساعات الدروس كانت مملة ، كانت رضوى تفكر في
شيئين
نجاح فلمها ، و نجاح دونغهي، انه موهوب ، وطيب فغايته ليست الشهرة وانما
مساعدة
والديه، انتهت الدروس ، وغادرت رضوى الى منزلها، وجدت والدتها في
انتظارها
، كانت تبدو سعيدة ،
الام: رضوى: اسرعي جهزي نفسك ، فالسيدة قد دعتنا
الى العشاء الليلة بمناسبة عيد
التشوسوك
،
رضوى:
انا اكره هاته السيدة الثرية ،
الام:
هيا اسرعي ، وتوقفي عن قول كلام فارغ، لولا هذه المراة الثرية لكنا نتضور جوعا
،
ثم لا تنسي ان ابنتها هيونا تحبك ،
رضوى:
حسنا حسنا ، صمتت قليلا ثم قالت: اليس من المفروض ان عمي قادم عندنا
اليوم؟
و
حينها سمعت طرقا على الباب ، اسرعت اليه لتفتحه فوجدت سيدة ترتدي لباسا تقليديا
كانت
جميلة جدا ، كانت تحمل في يدها صندوقا،
السيدة:
مرحبا عزيزتي ، الم تجهزي بعد ، هذا رائع ، ساقوم انا بتجميلك ، لقد اقتنيت لك
اكسسوارات
خاصة،
رضوى: مرحبا بوهيون اموني ، كيف حالك لقد اشتقت
لكي،
وفاء:
بوهيوناه انتي تبدين في غاية الجمال، ولكن هل حضرتي وحدك ،
بوهيون: لا لقد احضرت رفيقا،
وفاء: اين هو؟
بوهيون: ينتظر خارجا، والان دعينا نزين هذه
الجميلة وفي دقائق قليلة كانت رضوى
تبدو
كوردة ربيع فتية، خرجت النسوة من البيت حين اقترب فتى وسيم جدا ، انحنى وهو
يقول
: مرحبا اموني ، مرحبا اغاشي،
بوهيون : هذا ابني...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق