الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

all over again, (Chapter 16)

                                              All over again
Part 16


وفاء:هذا ابنك يا بوهيون؟؟

بوهيون:هل تعرفينه؟؟؟

وفاء:لقد ساعد رضوى فى بحثها و اوصلها الى البيت

بوهيون:دونجهى و بحث؟؟؟هذا غريب....ثم نظرت الى ابنها نظرة فاحصة


بوهيون:منذ متى اصبحت ذكيا لدرجة انك تساعد الاخرين؟؟

احس دونجهى بالحرج فأخفض بصره و وضع يده خلف رقبته

وفاء:كفى عن احراج الولد يا بوهيون

بوهيون:أنا لا احرجه و لكنه غبى

دونجهى:اوماااه...

بوهيون:ماذا؟هل أنا مخطئة؟

وفاء:هيا كفى عن ذلك و دعونا نسرع لنصل الى منزل السيدة كيم

كان دونجهى و رضوى يسيران متقدمين على والدتيهما...

وفاء:ابنك طيب جدا و وسيم يا بوهيون

بوهيون:انه يشبه والده,فقط لو انه يزيح فكرة الرقص و الغناء عن ذهنه و يتفرغ
لدراسته و ينجح..اريده ان يساعد والده و لكنه يركض خلف حلمه ركضا.

وفاء:هم هكذا ابناءنا..لا يرون الاشياء بمنطقية.يلهثون خلف احلامهم و يتشبثون بها
دون ان يدركوا ان احلامهم رغم جمالهم فهى صعبة التحقيق

بوهيون:ليس هذا فحسب بل هم متأكدون انهم سينجحون فى تحقيقها...

وفاء:انظرى اليهما,انهما يسيران غير مباليان بهذا العالم انهما لا يريان العالم بأعيننا

بوهيون:فقط لندعمهما حتى لا يشعرا بأننا تخلينا عنهما

وفاء:بالطبع سندعمهما...

فى الوقت الذى كانت الوالدتان تتشاركان همومهما,كانت رضوى تسير الى جانب دونجهى

دونجهى:انت.انت تبدين مختلفة اليوم

رضوى:مختلفة؟كيف ذلك؟؟ و رفعت حاجبيها فى حركة متسائلة

دونجهى:حسنا لا تبدين كتلك الفتاة الغبية التى اعرفها,و ضحك ضحكة مستفزة

رضوى:لا اعتقد انى اغبى منك,فأنت قد حطمت الرقم القياسى فى الاحتجاز المدرسى,و
اخرجت لسانها بحركة طفوليه

نظر اليها دونجهى بنظرة تحذيرية و قال بنبرة جادة

دونجهى:اسمعى,ان علمت امى بالأمر سأقضي عليك

رضوى:ها ها ها,سأخبرها حالا,و كانت ستلتفت الى حيث السيدة بوهيون و والدتها لكن
دونجهى شدها من ذراعيها و همس بخبث

دونجهى:ان اخبرتها,سأخبر والدتك ايضا

تغيرت ملامح رضوى و صارت مثل الجرو الصغير ثم ضحكت ضحكة مهتزة و قالت
بتوتر

رضوى:أ أ أنا لم اكن جادة,الا تستطيع ان تفرق بين الجد و المزاح؟؟؟

دونجهى:جبانة و غبية,هاهاها,فى كل الاحوال أنا سأخير والدتك مواهاهاها

كان دونجهى يشاكس رضوى لا اكثر من خلال هذه الضحكة و لأنها فهمت ذلك ضحكت
هى الاخرى إثر ذلك فتغيرت ضحكة دونجهى الشريرة الى ضحكة بريئة جميلة..اقل ما
يقال عنها ضحكة آسره,تاهت رضوى بين ثناياها..كانت ملامح دونجهى كلها ضاحكة
مبتسمة.احست رضوى بخفقان قلبها انها تشعر بالسعادة دون سبب معين

لم تزح ناظريها من على وجه دونجهى انها تحفره داخل ذاكرتها..كانت تفكر بهذا الانسان
الذى عرفته منذ ايام قليلة و فقط ضحكة واحدة كانت كفيلة لتجعلها تشعر بقلبها يرقص
بين ضلوعها,اثناء شرود رضوى فى دونجهى داست على طرف ردائها فكادت تسقط
فأسرع دونجهى و امسكها من خصرها و جذبها اليه ليمنعها من السقوط,و قال بصوت
دافئ

دونجهى:هل انت بخير؟؟كونى حذرة...

كان وجهه قريبا من وجهها..وجهها الذى اعتقدت انه سينفجر من شدة حرارته..و عيناها
كانتا ستفرقعان من فرط اشعاعهما نتيجة ذهولها,ردت رضوت متلعثمة بعد ان جمعت
بعض الحروف

رضوى:أ أ أنا بخير...و افلتت نفسها من بين يدى دونجهى,و اسرعت بخطواتها الى
منزل السيدة كيم الذى ظهر فى اخر الشارع ..كان كل ما يجول فى خاطرها
>>
 ما الذى يحدث معى,قلبى سيخرج من صدرى بسبب دقاته السريعة..اننى اشعر ان وجهى د
اخل فرن ساخن<<

و صارت صورة دونجهى المبتسم تغزو مخيلتها ولا تفارقها,وقفت عند الباب لتنتظر
انضمام والدتها و السيدة بوهيون و دونجهى,التفتت خلفها لتجد دونجهى يبتسم نفس
الابتسامة الساحرة فأدارت ظهرها بسرعة و راحت تأخذ شهيقا و زفيرا عميقين...

فهم دونجهى ما يحدث مع رضوى,فضحك ضحكة خفيفة و جمع قبضته بطريقة حماسية
و قال "yeees"...

دخلت السيدتان وفاء و بوهيون و خلفهما ولداهما..فاستقبلتهما السيدة "كيم" بحرارة و
قالت

كيم:أنا سعيدة انكما لبيتما الدعوة..و لحظتها جاءت ابنتها "هيونا" مسرعة حين سمعت
صوت السيدتين ,و لمجرد رؤية رضوى قفزت فرحا و عانقتها

هيونا:رضوى.صديقتى,اشتقت لك

ابتسمت رضوى ابتسامة مصطنعة و كأنها مجبرة على ذلك,فحدقت بها والدتها بنظرة
مرعبة فلطفت رضوى ابتسامتها .

هيونا:اوه.دونجهى ايضا هنا,هل اتيتما معا؟؟؟

دونجهى:نعم , رضوى:لا

هيونا:وااااه هل تتواعدان؟؟

دونجهى:نعم , رضوى:لا طبعااا

هيونا:هاى كفا عن ذلك,انتما مزعجان,ثم شبكت يديها بذراعيهما توسطتهما ثم جرتهما
الى وسط الغرفة التى يقام فيها الحفل

هيونا:و الان اخبرانى الحقيقة,منذ متى تعرفتما؟؟

رضوى:لقد عرفته منذ ايام قليلة فى المدرسة,لم اكن اعرف انه ابن السيدة لى

هيونا:انه هو ذلك الفتى الذى اخبرتك انه يريد.... لحظتها اغلق دونجهى فم هيونا و
ضحك ضحكة خرقاء

رضوى:ما الامر؟؟؟

هيونا:انه الفتى الذى يريد ان يصبح راقصا و مغنيا مشهورا,لقد اخبرتك بهذا من قبل

رضوى:لا اذكر هذا...عموما هذا غير مهم

كان دونجهى يبتسم نفس الابتسامه البلهاء الى ان غادرت رضوى المكان الذى يقفون فيه
و اتجهت نحو طاولة الحلوى...

نظر دونجهى الى هيونا نظرة متوعدة و قال بنبرة جادة و مخيفة

دونجهى:سيكون اخر يوم فى حياتك ان اخبرتها انى كنت اريد التعرف عليها من قبل

هيونا:و لكن لماذا؟؟

دونجهى:انت فقط افعلى ما اخبرك به

قالت هيونا بدلال:اذا ستعرفنى على صديقك جون.صحيح؟؟

دونجهى:بالطبع سأفعل,و لكن علييك ان تبقى صامته

هيونا:اعدك , و جمعت سبابتها و ابهامها و بحركة خفيفة مررتهما على فمها و كأنها
تغلقه .

ربت دونجهى على شعرها و قال بلطف

دونجهى:فتاة لطيفة...

فى تلك الاثناء كانت رضوى تحاول اختيار الحلوى التى ستأكلها فأختارت حلوى الارز
بالشكولا التى تحبها و اكلتها و هى تراقب دونجهى و هيونا

رأت دونجهى يبتسم و يربت على شعر هيونا بلطف,فشعرت بانزعاج فرمقته بنظرة
فاحصة تدل على حنقها..فرآها دونجهى و اتجه اليها...

كانت رضوى قد ادارت ظهرها لدونجهى و شرعت تلتقم حبات الحلوى الصغيرة الموجودة
امامها بتوتر شديد,و هى تحدث نفسها بتمتمة غير مفهومة

رضوى:من يعتقد نفسه حتى يتعامل معها بهذا اللطف؟؟,ثم كيف له ان يكون غير مسؤول
و يلمس شعرها؟؟مستهتر غبى..و لكن لحظة ما دخلى إنا بهذا الامر.فليفعل ما يشاء

لحظتها قطع حبل افكارها صوت دونجهى و هو يقول ساخرا

دونجهى:توقفى عن اكل هذه الحلوى,لأنك لن تتركى شيئا للمدعوين,و ستقوم والدتك
بربطك الى جذع الشجرة الكبرى وسط المدينة

التفتت رضوى الى دونجهى و لو لم تكن مضطرة لضبط اعصابها لخنقته,خاصة بعد ان
رأت تلك الابتسامة الساخرة على وجهه و لكنها تمالكت نفسها و قالت بكل برود

رضوى:هذا ليس من شأنك,فقط افعل ما قالته لك والدتك ولا تزعج الفتيات الموجودات فى
الحفل ايها المستهتر....

دعونا نعود بالزمن للحظات قبل دخولهم بيت السيدة "كيم"

كانت رضوى واقفة امام الباب تنتظر الجميع للحاق بها..حين وصلت بوهيون و
وفاء.كانت رضوى ستقرع الجرس فأمسكتها والدتها لتمنعها من ذلك و قالت محذرة

وفاء:اسمعينى جيدا,اعلم انك لم تكونى راغبة فى القدوم هنا,لذلك عليكى ان تحترمى
الجميع فى الداخل و تبتسمى دائما,و لا تأكلى كثيرا حتى يبقى بعض الطعام للمدعوين...لم
ترد رضوى على كلام والدتها فقط اومأت برأسها فى حين كان دونجهى يحاول كتمان
ضحكته على ما قالته لها والدتها و لكنه لم يستطع ذلك فانفجر ضاحكا ما جعل والدته
تصفعه على مؤخرة رأسه و تقول

بوهيون:علام تضحك ايها الابله..انت ايضا لا تسبب لى المشاكل بسبب لطفك المبالغ
فيه,لا تحاول التقرب من جميع الفتيات فى الحفل..اعرف انك شخص مستهتر

دونجهى:و لكن امى أنا...و قبل ان يكمل ضربته والدته على رأسه

بوهيون:لا اريد ان اسمع شيئا..فضحكت رضوى و كأنها تريد الانتقام منه....



لنعد الان الى الحفل....

بعد ان ردت رضوى على دونجهى بتلك الطريقة ابتسم ابتسامة ماكرة و قال بنبرة
متحاذقة

دونجهى:هل تغارين؟؟

رضوى:ماذا؟؟اغار؟؟ لما؟

دونجهى:لأننى فتى وسيم اغازل جميع البنات الا انت

رضوى:هه,كم انت واثق من نفسك و من اخبرك انك وسيم؟؟

دونجهى:حسنا,لنقل اننى لست وسيما مع اننى متأكد من ذلك.اذن انت تغارين لأنك معجبة
بى

ارتبكت رضوى لما قاله و تلعثمت كلماتها

رضوى:م م معجبة؟؟وااااه كم انت مغرور

ثم اتجهت الى شرفة الغرفة و استنشقت الهواء

رضوى:هذا غير ممكن,ايعقل اننى فعلا معجبة به؟؟لا,لا هذا غير ممكن,مستحيل,اذا
استمر هذا الامر على هذا النحو,فسيكون حفلا مملا

دونجهى:انه ممل اصلا

فزعت رضوى حين سمعت دونجهى يتحدث خلفها و قالت

رضوى:منذ متى و انت هنا؟؟

دونجهى:دعينا نقول منذ بدأتى تشعرين بالملل

رضوى:و لما لحقت بى الى هنا؟؟

دونجهى:أنا لم الحق بك و لكنى خرجت لاستنشاق بعض الهواء النقى,ثم نظر اليها

دونجهى:دعينا نخرج من هذا المكان الممل

و امسك يدها و قال "تعالى معى"

رضوى:هاى,هاى,الى اين تأخذنى؟؟دع يدى

دونجهى:لا تقلقى لن اختطفك

رضوى:كم هذا مضحك.ها.ها.ها.

اتجه دونجهى و هو يمسك يد رضوى الى حيث تقف والدتيهما

دونجهى:اوماه,سيدة وفاء,لقد تذكرت أنا و رضوى انه لدينا امر نفعله من اجل المدرسة
و لذلك يجب ان نغادر الان,رضوى لم تكذب ما قاله او تحاول انكاره فى حين ان السيدتين
نظرتا الى بعضهما البعض و ابتسمتا ابتسامة تقول >> نحن لا نصدقك و لكن يمكنك
الذهاب <<

انحنى دونجهى ليغادر ثم وضع يده على رأس رضوى ليجبرها على الانحناء....ثم جرها
الى الخارج...بمجرد خروجهما سحبت رضوى يدها بقوة ثم وقفت وسط الطريق

رضوى:ماذا تظن نفسك فاعلا...كيف تجرنى هكذا و كأننى دمية...و جلست على حافة
الطريق

دونجهى:اولا انت لست دمية..ثانيا كان بامكانك الاعتراض و انت فى الداخل

ثالثا و هو الاهم...اقترب منها و انحنى اليها الى ان صار وجهه قريبا من وجهها

دونجهى:ثالثا,لقد قررت ان اجعلك حبيبتى الليلة,هل توافقين؟؟و ابتسم تلك الابتسامة التى
تعقد لسان رضوى,فلم تقل شئ


دونجهى:سأعتبر صمتك هذا قبولا,و الان دعينا نذهب و نحتفل مع الجميع وسط المدينة

خطا الى الامام ثلاث خطوات ثم التفت اليها و هى لا تزال تجلس مذهولة

دونجهى:الا تريدين الذهاب؟؟..و عاد ليجلس بجانبها فوقفت بسرعة

رضوى:دعنا نذهب....

كانت رضوى و دونجهى يسيران الى وسط المدينة فى صمت رهيب الى ان قرر دونجهى
ان يكسره

دونجهى:احم,فى الواقع حين قلت لك قبلا انك تبدين مختلفة كنت اقصد انك تبدين جميلة

رضوى:شكرا لك

ثم ساد صمت لبرهة ثم راحت رضوى تتحدث

رضوى:هل يمكننى ان اسألك سؤالا؟؟

دونجهى:بالطبع.انت حبيبتى من حقك ان تسألي ما تشائين

رضوى:بغض النظر انى لم اوافق على ان اكون حبيبتك و لكن هذا غير مهم الان..اريد أنا
اسألك عن سبب منعك هيونا من اخبارى انك الشاب الذى اراد التعرف بى..

دونجهى:ما.ما.ماذا؟؟هل كنتى تعرفين ذلك؟؟

رضوى:اجل

دونجهى:منذ متى؟؟

رضوى:منذ ان عرفت انك ابن السيدة لى

 دونجهى:كم أنا غبى,ثم ان هيونا تلك..اييش

رضوى:ما لا افهمه هو أنك بالكاد تعرفنى

دونجهى:الا تذكريننى فعلا؟؟

رضوى:لا,اول مرة قابلتك فيها كانت فى غرفة الحجز المدرسى

دونجهى:انت فعلا ناكرة للجميل و جاحدة

رضوى:هاى انت ما الذى تقوله الان؟

رد دونجهى بطريقة بريئة و طفوليه

دونجهى:نعم أنا كنت دائما ادافع عنك حين كنت صغيرة و كان الاطفال يضايقونك...حتى
اننى كنت اتعرض للضرب بسببك..ايتها الجاحدة

رضوى:لا يعقل ان تكون ذلك الطفل الجميل لقد تغيرت و اصبحت بشعا نيهاهاهاها

دونجهى:تقصدين انى اصبحت اوسم اعرف هذا...

رضوى:مغرور

دونجهى:جاحدة

و استمرا على هذا النحو الطفولى الى ان وصلا الى وسط المدينة.اين انبهرت رضوى بما
تراه,فوقفت مذهولة امام تلك الانوار و الالوان و عربات الباعة المتجولين كانت تنتقل من
عربة الى اخرى..تلك العربات كانت على امتداد الشارع على جانبيه حتى انها كانت تغطى
المحلات الكبرى هناك.

فى اخر الشارع كانت هناك فرقة فلكلورية تعزف اغان تراثية و كانت العجائز ترقصن
على انغامها..فى الواقع لم تكن العجائز فحسب كان الجميع يرقص العجائز و الاطفال و
النسوة و الفتيات وقفت رضوى و دونجهى على جانب حلقة الرقص و راحا يصفقان مع
الجميع على انغام الاغانى الى ان تقدمت عجوز و جذبتهما الى وسط الحلقة اين يرقص
الجميع فتابعا ايقاع الرقصة و انسجما مع المجموعة كانا سعيدين جدا لدرجة انهما لم
ينتبها لمرور الوقت,و كانت الساعة تقارب الواحدة ليلا حين قررا العودة...

فى طريق العودة كان دونجهى يحاول طوال الطريق ان يسير ممسكا بيد رضوى لكنه كان
مترددا..الى ان قررت رضوى ان تمسك بيده بعد ان رأت تردده ذاك.

امسكت رضوى بيده ثم قالت و الحماس يملؤها

رضوى:لقد كان يوما رائعا,شكرا لك,لا ادرى لم كان على كل سنة ان احتفل بالتشوسوك
بكل ملل

دونجهى:أنا دائما فى خدمتك حبيبتى

رضوى:من قال انى موافقة؟

رفع دونجهى يده التى تشابكت بيد رضوى

دونجهى:لقد وافقتى سلفا

رضوى:مغرور.

دونجهى:غبية.

ثم نظرا الى بعضهما بعضا بدآ يضحكان على تصرفهما الطفولى...

اوصل دونجهى رضوى الى منزلها,وقفا امام الباب فنظر دونجهى الى رضوى و لم يرد
افلات يدها ثم اقترب منها و هى ترسم ابتسامه جميلة,ثم طبع قبلة حانية على على
جبينها و قال.

دونجهى:تصبحين على خير عزيزتى.

رضوى:تصبح على خير و كن حذرا فى طريق العودة..اه بالمناسبة انت وسيم.ثم دخلت
الى البيت مسرعة...



تسللت رضوى الى الداخل على اطراف اصابعها..

وفاء:احم.احم,اين كنتما؟؟

رضوى:ل.لق.لقد اخبرناك ان لدينا بعض الامور من اجل المدرسة.و.و.قد كنا فى المكتبة

وفاء:امم.مكتبة,فى عيد التشوسوك؟؟و هل يقتضى هذا العمل من اجل المدرسة ان تمسكا
يدى بعضكما و ان يقبل جبينك؟؟

قالت ذلك و هى تضحك على ابنتها دلالة على اكتشاف الامر.ثم واصلت كلامها

وفاء:رضوى حبيبتى انتى كاذبة فاشلة

شعرت رضوى بالخجل الشديد فردت على وادتها تقول "أنا فعلا لا ادرى كيف حدث هذا
امى.أنا اسفة لأننى اخفيت عنك الامر"

وفاء:لا يهم,ما يهمنى اننى اوافق على علاقتك به,انه شخص جيد..و احتضنت ابنتها و
ربتت عليها لتشعرها بالطمأنينة...

مرت ايام كانت رضوى تستغرب عدم لقائها بدونجهى,هو لا يمر بها الى المنزل و لا
يحضر الى الثانوية,كانت كل يوم تقوم بافتعال المشاكل كى يتم حجزها,علها تجده هناك و
لكن دون جدوى

عادت رضوى من المدرسة,لم تلقى التحية على والدتها كعادتها,اتجهت الى غرفتها و
القت بنفسها على السرير و راحت تفكر بصوت مسموع

رضوى:اين انت ايها الغبى؟ها,اين ذهبت؟احمق.ابله,ثم انتفضت من مكانها و خرجت
مسرعة حيث تجلس والدتها

رضوى:اوماه,اين منزل السيدة لى؟

وفاء:ما الامر؟لما تريدين معرفة ذلك؟

رضوى:اعتقد ان دونجهى مريض..لذلك هو لم يحضر طوال الايام الماضية

وفاء:دونجهى ليس فى موكبو,انه فى سيوؤل لقد ذهب من اجل مسابقة

رضوى:ماذا؟مسابقة؟هو لم يأتى لتوديعى.

و ملأت وجهها تعابير حزن.....

مر اسبوع على مغادرة دونجهى, كانت رضوى ستجن طيلة هذا الاسبوع..كانت تتمنى لو
انها لم تقايض هاتفها مقابل الكاميرا,لكانت اتصلت به,لو كانت تعلم انه سيغادر لأعطته
رقم هاتفها المنزلى,كانت تجلس فى ردهة البيت حين رن الهاتف

رضوى:أنا سأرد امى

رفعت السماعة لتجد شركة جى واى بى فى الطرف الاخر

الموظفه :. انسة رضوى لقد تم تأهيلك الى مرحله التصفيات لذلك يجب ان تحضري الى
سيؤول بعد يومين

رضوى :. شكرا لكي انستي ...

حان موعد مغادره رضوى , كانت والدتها قلقه عليها .

وفاء :. اسمعي كوني حذره , ولا تكلمي الغرباء , اوه يا الهي كان يجب علي ان اذهب
معكي ..

رضوى :. لا تقلقي عزيزتي سأكون بخير ...

اليوم انه موعد المسابقه النهائيه , على كل المترشحين ان يقوموا بتصوير فيديو مدته
دقيقه و ثلاثين ثانيه و ذلك مده ثلاث ساعات ..

عملت رضوى بجد كبير و حان موعد الحكم على اعمال المتسابقين . تم عرض
الفيديوهات على الجمهور كان حاضرا هناك و قاموا بالتصويت لأحسن عمل .

حلت رضوى بالمرتبه الثالثه , فشعرت بخيبه امل , و اثناء مغادرتها مكان المسابقه تقدم
اليها شاب يقارب الثلاثين من العمر,

هيجون :. مرحبا انسه رضوى , انا هيجون من شركه اس ام للانتاج , اريد ان اعرض
عليكي فرصه تدريب في شركتنا . ما رأيك ؟
اتسعت ابتسامه رضوى و وافقت على ذلك .

قأخذت موعدا ليوم غد .. ذهبت الى الفندق الذي استأجرت فيه غرفه منذ قدومها الي
سيؤول . كانت في مدخله حين اصطدمت بها فتاه جميله القوام و الملامح .

رضوى :. انا اسفه .

ندى :. انا من يجب ان تتأسف , انا من لم انتبه بطريقي.

رضوى :. لا عليكي .

ندى :. انت لست من العاصمه , عندك لكنه خاصه .

رضوى :. انا من موكبو .

ندى :. اها , اتيتي من اجل الدراسه . صح ؟

رضوى :. في الواقع انا هنا من اجل مسابقه اخراج .

ندى :. واه , اذن انتي مبدعه . هذا رائع . اعتذر على تطفلي , عموما انا ندى .

رضوى :. و انا رضوى , ولا عليكي

ندى :. تقيمين هنا في الفندق ؟

رضوى :. اجل . انه مؤقت الى ان يتأكد قبولي بشركه ما ..

ندى :. انا اقيم لوحدي . يمكنكي ان تعيشي معي ان تم قبولك . و ابتسمت لها .

رضوى :. شكرا على كرمك و لكن لا داعي لذلك .

ندى :. اسمعي انا اعيش وحيده و اعرف مدى صعوبه ان تبتعدي عن اهلك , لذلك اردت
مساعدتك , قد تعتقدين اني مجنونه و لكن انا فقط اردت المساعده .

رضوى :. لا تفهميني خطأ , انا لا اعتقد انك مجنونه و انما فقط لا اريد ان اجعلك غير
مرتاحه .

ندى :. على العموم سأعطيكي رقمي , و اتصلي بي اذا كنت في حاجه لاي مساعده .

اخرجت رضوى دفتر ملاحظاتها و قلمها لتدوين رقم ندى .

ندى :. ما هذا ؟ هاتي هاتفك لاسجل رقمي و احتفظ برقمك .

رضوى بابتسامه خجله :. في الواقع لا املك هاتفا . لقد قايضته مقابل هذه الكاميرا .

ندى :. انتي فعلا فريده من نوعك اذا سجلي الرقم
 ..




حل الصباح , فاستيقظت رضوى و هى تشعر بسعاده , انها متفائله جدا . اغتسلت و
جهزت نفسها حتى تذهب الى موعدها ...

وصلت الى مقر الشركه و قبل ان تدخل اغمضت عينيها و اخذت نفسا عميقا كسرته صوره دونغهي التي رسمت بداخلها .

رضوى :. اوف يا لهذا الغبي يظهر الان , اوه , انا اشتاق له كثيرااا ....

نفضت هذه الافكار من رأسها ثم جمعت قبضتها و شجعت نفسها.


رضوى :. اجا اجا فايتنغ , يمكنك ان تنجحي ...

دخلت رضوى مكتب المدير . كان رجلا بشعا نظر اليها بنظره متفحصه

سومان :. انا سومان مالك هذه الشركه .

رضوى :. تشرفت بلقائك سيدي , انا رضوى .

سومان :. لما تعتقدين انك يمكن ان تنالي فرصه التدريب في شركتنا ؟

رضوى :. حسنا انا اؤمن انني موهوبه , كما انني اريد ان اثبت للجميع انهم مخطئون
بشأن قرارهم في مسابقه المواهب , انا سأسحق الجميع , سأجعل من شركتكم الاسم
الرائد في الاخراج .

ابتسم سومان , فهو يحب هذه الروح المتقده في الشباب , او بالأحرى يجب استغلالها .

سومان :. حسنا لقد تم قبولك . يمكنك التوقيع على العقد في مكتب العقود مع السيد
هيجون .

رضوى :. شكرا لك ... كانت رضوى تكاد يغمى عليها من شده السعاده .

اتجهت و هى تبتسم لكل شخص يقابلها في الرواق كالبلهاء . طرقت طرقا خفيفا على
مكتب السيد هيجون ,

هيجون :. تفضل .

دخلت رضوى و لكن ابتسامتها البلهاء اختفت في لحظه , فقد رأت مجموعه شباب من
بينهم شخص تعرفه جيدا ... انه دونغهي .

اندهش دونغهي بدوره و لم يصدق ما يراه .

هيجون :. اوه رضوى شي تفضلي اجلسي , شباب , اقدم لكم المخرجه التي ستكون معكم
طيله فتره التدريب .

انحنت رضوى بأدب و قالت :. مرحبا جميعا انا رضوى

وقف الفتيه الاربع ,

جونسو :. مرحبا رضوى شي انا جونسو .

سونغمين :. تشرفت بمعرفتك انسه رضوى , انا سونغمين .

اونهيوك :. مرحبا مخرجتنا , انا لي هيوك جي .

دونغهي :. مرحبا رضوى كيف حالك ؟

هيوجين :. هل تعرفها دونغهي ؟

دونغهي :. انها .. لقد كانت جارتي في موكبو .

رضوى :. نعم كنا جيرانا في موكبو ..

هيوجين :. اذن رضوى شي خذي هذه الأوراق انها صيغه العقد عليكي ان تقرئيها بحذر
حتى لا تقعي في مشاكل ان امضيت على العقد .

اخذت رضوى الأوراق و هى ترمق دونغهي بنظرات عتاب كانت جليه لكل من يجلس
هناك .

وقعت رضوى العقد , و كلمت والدتها لتخبرها بنجاحها . كانت رضوى برغم فرحها بهذا
النجاح فقد خطت اول خطوه نحو حلمها  كانت تشعر بحزن بسبب لقاءها بدونغهي , كانت
تتمنى ان تلتقي به بطريقه اخرى , ان تقابله في حيهم العتيق , ان ترتمي بين احضانه و
تخبره كم انزعجت لذهابه دون اخبارها و تعاتبه عتاب حبيبه .

كانت تريد ان تقول له غبي و مغرور فيرد قائلا جاحده غبيه , تمنت لو انه حين سئل هل
يعرفها ؟ ان يجيب انها حبيبته او على الاقل انها كانت حبيبته ...

كل هذه الأفكار اكنت تتوارد على خاطرها , فشردت و هى تنظر عبر نافذه مقهى الشركه .

وفجأه جلس الى طاولتها اولئك الفتيه الذين وجدتهم في مكتب هيجون .

سونغمين :. أيمكننا الجلوس

رضوى :. بالطبع

جونسو :. هل تدرسين ؟

رضوى :. حسنا انا في السنه الثانيه من التعليم الثانوي

اونهيوك :. من الجيد اننا سندخل في عطله قريبا يمكننا ان ننقل دراستنا هنا

رضوى :. فعلا هذا صحيح

في هذه اللحظه اقترب دونغهي من الجميع و لكن رضوى وقفت و اعتذرت لتغادر

دونغهي :. رضوى , توقفي اريد ان احدثك .

رضوى :. جاري العزيز انا مشغوله دعنا نتحدث لاحقا .

امسك دونغهي رضوى من يدها و قال :. سنتحدث الان يا حبيبتي .

نظر الجميع اليه ثم اشار اونهيوك لهم ليغادروا , فبقى دونغهي و رضوى لوحدهما

دونغهي :. اجلسي من فضلك

جلست رضوى و كانت تعابير وجهها تدل على غضبها الشديد

نظر اليها دونغهي و بكل هدوء قال :. انا اسف , لم يكن لدي وقت كاف لتوديعك فقد
اتصلو بي يوم اجراء تجارب الأداء و قالو بأن الموعد تم تغييره , فما كان مني الا ان
أأتي مسرعاا , ثم لقد حاولت ان اتصل بك لكنني لم اجد وسيله لذلك

لم ترد رضوى على كلامه فقط اكتفت بالنظر اليه

دونغهي :. لقد اشتقت لك حبيبتي

رضوى :. اياك ان تقول ذلك , نحن كنا جيرانا ليس اكثر

دونغهي :. ماذا تقولين ؟

رضوى :. ما سمعته و الان الى اللقاء عندي عمل اقوم به , و تركته جالساا

لحق بها و كانت قد دخلت غرفه التدريب و لم يكن هناك احد

امسكها دونغهي اقترب منها , فاستندت الى الجدار خلفها .

دونغهي :. لا تقولي لي انك استأتي بسبب ما قلته في مكتب السيد هيجون

رضوى :. اذن انت تعرف انك جرحتني , ما كان على ان اصدقك و انت شخص مستهتر

دونغهي :. الم تلاحظي البند الخامس في العقد

رضوى :. و ما دخل هذا بما فعلت انت

دونغهي :. يمنع منعا باتا على اي متدرب الخوض في علاقه عاطفيه قبل الترسيم .. الم
تقرئي هذا البند

رضوى :. لم افعل

دونغهي :. غبيه .. لكني احبك

رضوى :. ابتعد عني , انا لم اسامحك بعد

لف دونغهي يده حول عنقه ثم اخرج قلادتين علقت بها تمائم من حجر اليشم , اخذ احدها
وربطها حول عنق رضوى

دونغهي :لقد اشتريتها ليله الاحتفال من عجوز اخبرتني انه بمناسبه اكتمال القمر , هذه
القلادات ستجمعني بمن احب الى الابد

نظرت اليه رضوى بعد ان فهمت انه اختارها لتكون حبيبته الابديه . عانقته و اخفت
وجهها بين ذراعيه و صارت تنتحب لتفرغ كل تلك الشحنه السلبيه التي كانت تتملكها .
بعد ان هدأت رفع دونغهي وجهها و نظر بتلك الابتسامه القاتله تعلو وجهه , مسح اثار
الدموع من على وجهها..

دونغهي :. انا احبك و سأظل دائما احبك و قبلها قبله اختصرت كل الكلام الذي يمكن ان
يقال ...



ابتسمت انا بعد ان وقفت اراقب الطالبين الذين يتم توبيخها , نعم لابد انهم يحبان بعضهما
. تنهدت و انا ابتسم و قلت لنفسي اجل هما الان يعيشان معا كم انا سعيده لاجلهما , و
لاجلي لانني تذكرت كل هذا لوحدي انتبهت مريم لني لازلت اقف في الرواق فعادت الي ...

مريم :. ما الذي يجعلك تشردين هكذا؟

انا :. لا شيء فقط تذكرت شيئا جميلا

اتجهنا الي استوديو الثانويه و قضيت يوما كاملا هناك .. كانت الساعه السادسه مساءا
حين عدت الى منزلي فتحت الباب و اتجهت الى الحمام , ملأت حوض الاستحمام بالماء
الساخن و حضرت حماما بالفقاقيع . جلست داخل الحوض استنشقت بعض الراحه . فانا
اشعر بالتعب بالرغم من اليوم السعيد الذي قضيته برفقت صديقتي مريم و مين سو

و انا استحم سمعت جرس الباب يرن دون توقف شعرت بالرعب خرجت مسرعه من
الحوض ارتديت رداء الحمام و اقتربت من الباب ثم قلت بصوت عال

انا :. من هناك ؟ من الطارق ؟
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق