الاثنين، 3 فبراير 2014

حلم الحب

حلم الحب




أنا شخص يعيش فى أحلامه،أهرب من واقعى إلى عالم أخر بدون حواجز أو
حدود...

ربما أكون مخطئة,فالأحلام هى وهم..

ولكن بالنسبة لى الأحلام هى عالم أصنعه بخيالى وأستطيع التحكم فيه بتفكيرى..

فأنا أميرة مدللة,أو ملكة جميلة,أو فتاة عاشقة...

أبحث عن حبيبى فى أحلامى بطرق مختلفة..فأحيانا يكون مغرم بى،وأوقات أكون
أنا من أخذنى الشغف به..

تقابلنا...تحدثنا...وقعنا بالحب...ونتواعد



*موعدنا الأول على شاطئ البحر،تشابكت أصابعنا وسرنا بجوار بعضنا..شعرنا
يتطاير بفعل الهواء البارد،والمياه بللت أصابع أقدامنا..أشعر بأنفاسه الدافئة على
وجهى وبالقرب من أذنى يهمس بكلمات تجعلنى أشعر بالقشعريرة تسرى فى
جسدى.

حل الليل واتحتضننى من الخلف كى لا أشعر بالبرد بسبب فستانى الأبيض
الصيفى،نتأمل النجوم معا وأخيرا يخبرنى بأن عليه إيصالى فقد تأخر الوقت..

وقف معى أمام منزلى..ودعته وطبعت قبلة سريعة على وجنته،أخبرنى بأنه يحبنى
وأخبرته بأننى شاكرة لوجوده معى..

*موعدنا الثانى فى شوارع المدينة...

إحدى سماعات الأذن فى أذنه والأخرى فى أذنى نستمع إلى الأغنية نفسها,لم أستطع
كبح سعادتى أو إخفاء إبتسامتى بسبب وجوده معى وشعورى بنظراته المتفحصة من
وقت لآخر..

تناولنا المثلجات ومازال ممسك بيدى,لم يتركها للحظة..

أخبرنى بأنه لايرغب بالعودة,يحب بقاءنا هنا معا...

وأنا فقط أشعر بالسعادة..

وفى هذا اليوم لم نفترق حتى ظهرت أول خيوط الضوء..

تركنى أمام منزلى أراه يبتعد بعدما ضمنى بقوة...

*موعدنا الثالث فى أحد المطاعم الفخمة,دخلت لأرى الكثير من الطاولات التى
يجلس عليها مختلف الناس,فمنهم من يحتفل بذكرى سعيدة,وأخر هنا من أجل
العمل,وعائلة كبيرة تتشارك بالعشاء..وهاهو هناك ينتظر..

شعرت بنبضات قلبى تتسارع...

لما هو وسيم جدا اليوم؟؟هل بسبب الزى الرسمى؟أم بسبب تصفيفة شعره؟!!يبدوا
مختلفا ولكن لم أعرف السبب...

أقتربت من الطاولة بهدوء,ابتسم عندما رآنى ونهض من مكانه..قبل يدى برقة وأثنى
على جمالى,سحب لى مقعدى لأجلس عليه ثم جلس أمامى...

أخبرنى بأنه يحب فستانى الأحمر القصير وتصفيفة شعرى البسيطة,كما أخبرته بأنه
وسيم للغاية اليوم...

تناولنا العشاء وشربنا نخب حبنا...

أنتهت سهرتنا أمام باب المنزل كالعادة,كان يقف أمامى..

أخرج قلادة بسيطة للغاية من جيبه ولكنها جميلة..أقترب منى وألبسها لى بعدما
رفعت شعرى بعيدا عن عنقى...

تسللت أنامله تتلمس عنقى و وجهى..

كنت أراقب عينيه التى كانت تتفحص ملامح وجهى حتى توقفت عند شفاهى,أبتلعت
لعابى..أقترب ببطء ولامس طرف أنفى بأنفه..أرغمتنى أنفاسه القريبة على إغماض
عينى وعندها شعرت بشفتينا تتلامسان,لم يتعمق أكثر..كانت فقط قبلة صغيرة
ناعمة...

السعادة هى كل ما أشعر به..كنت أفكر,كم أحب الحب..إنه حقا جميل...

كانت الأيام تتوالى ونحن معا..نتكلم..نضحك..نحب...

*مضت ثلاثة أيام ولم يتصل بى,حاولت الإتصال به ولكن هاتفه مغلق..أنتابنى
القلق,ثم فكرت فى أنه ربما يكون مشغول..

ولذلك جهزت نفسى لأفاجئه فى اليوم التالى...

ذهبت إلى مقر عمله وبحثت عنه,ثم رأيته..هاهو يقف مع تلك الفتاة..

كان يبدوا عليهما الإنسجام والقرب،يضحكان ويتكلمان براحة..

فكرت فى أن أذهب إليه وأحدثه،ولكنى خشيت..إنتابنى الخوف من أن ينهى ما بيننا
إذا رآنى،لا أعلم لما أصابنى هذا الشعور...ربما بسبب أغلاقه لهاتفه..أو ربما بسبب
رؤيتى له مع تلك الفتاة بهذا الإنسجام...

فقط إلتففت للجهة الأخرى وأخذت طريق العودة،كنت أواسى نفسى...لا تبكى..لا
تدعى دموعك تغلبك،فهو يحبك...ما رأيته ليس دليلا على شئ...

دخلت إلى المنزل وأخذت نفسا عميقا وحبسته بداخل صدرى..وأخبرت نفسى..إننى
بخير...

مر اليوم وها هو يوم جديد يبدأ...

أستيقظت مبكرا وخرجت للرياضة،وعندما عدت إلى المنزل سمعت صوت
الهاتف...

أجبت بتلقائية ومن ثم هربت الكلمات عندما وصلنى صوته من الجانب الأخر..

أراد رؤيتى..حاولت الهروب..ولكنه أصر...أخبرنى أنه أمام المنزل...

خرجت بخطوات متثاقلة بعد أن أرتديت سترتى..لا أريد رؤيته..لا أريد أن أسمعه
يقول لقد أنتهينا...

ولكن كل مخاوفى قد تبددت عندما ضمنى إلى صدره..أسف،أشتقت لك..كانت تلك
كلماته...

انهمرت دموعى..بكيت بحرقة...تلاشت كل الحصون التى بنيتها،لتتساقط دموعى
بعد أن كانت حبيسة عينى...

"صغيرتى لا تبكى" هذا ما كان يردده وهو يربت على رأسى بحنان...

أجبته:"لم فعلت بى هذا؟؟أين كنت؟!!"

والرد هو كان هناك بعد الأمور التى وجب عليه إنهاؤها...

لم أرد معرفة المزيد..من هى تلك الفتاة..لم أغلق هاتفه...فقط يكفينى أنه هنا الآن...

ومنذ ذلك اليوم لم يمر يوم أخر بدون أن يهاتفنى على الأقل...

*موعدنا التالى كان فى السوق..أشترينا مختلف أصناف الطعام ثم ذهبنا الى المنزل
لنحضر طعام الغداء سويا...

وضعنا المشتريات على الطاولة ثم دخلت لأبدل ملابسى..كنت أرتدى بنطال من
"الجينس" وقطعة علوية بدون أكمام باللون الأبيض،كنت قد شارفت على الإنتهاء
فقط تبقت تلك القطعة التى تخفى معظم ذراعاى،ولكنه فاجأنى بدخوله إلى الغرفة..

كان يسألنى أين أضع لا أعلم ماذا لأنه لم يكمل سؤاله عندما رآنى...

أخبرته بأننى قد شارفت على الإنتهاء..أما هو فقد بقى مكانه ينظر لى...

اقترب وأمسك بخصرى ليحتضننى،حاولت إبعاده ولكنه ظل بالقرب منى...كان
يداعب وجنتى بطرف أنفه بإبتسامة مرتسمة على شفتيه،حاولت الإفلات من بين
ذراعيه وصوت ضحكاتى يصل لمسامعه وعندها وقعنا معا على الفراش...

كنت نائمة على صدره ننظر معا إلى هذا السقف الأبيض ونضع عليه خطوطا
لنرسم ما سنفعله معا فى الأيام المقبلة...

أخبرنى بأنه كان دائما يحلم بأن يتزوج من فتاة جميلة,ويريد أن ينجب صبيا وفتاة..

"ستكون عائلة صغيرة يغمرها الحب" هذا ما قاله...

أبتسمت لتلك الأحلام الصغيرة..كم هى جميلة..

عندها نظر لى بتلك الابتسامة التى تجعلنى أشعر بأننى قطعة من الثلج تذوب بسبب
دفء نظراته وابتسامته...تفوه بتلك الكلمات التى أستطعت أستيعابها بعدما رددتها
فى ذهنى طويلا....

"هلا تكونين تلك الفتاة؟!!"

لم أعرف بما أجيب..هل هو يطلب منى الزواج؟؟؟

"هلا تكونين زوجتى وأما لأطفالى؟؟"

أستمريت بالصمت واستمر هو بالسؤال...

"هلا تشاركينى تلك الأحلام وتساعدينى على تحقيقها؟!!"

نظرت لعينيه وأخذت أحسد نفسى على شخص مثله...هذا المقدار من الحب من
أجلى أنا فقط...

ألقيت بنفسى على صدره واحتضنته بشدة...

"نعم أريد أن أكون تلك الفتاة...نعم أريد أن أكون زوجتك وأم أطفالك..أريد تحقيق
كل ذلك معك.."

شعرت بيديه تحيطان بخصرى ويضمنى بقوة لصدره...أسمع صوته من بين
ضحكاته يخبرنى إلى أى مدى يخبنى...

أما أنا فلم أستطع التعبير عن مدى سعادتى بالكلمات...كنت أريد أن يتوقف الوقت
عند تلك اللحظة..أريد أن تظل هذه السعادة الى الأبد...

قلب وضعنا بسرعة ليصبح هو فوقى..نظر لعينى بحب وطبع قبلة دافئة على
جبهتى,ثم رفع يده أمام وجهى لأرى خاتم بسيط ولكنه قمة فى الروعة
والجمال...حفر بداخله إسمه كما هو محفور فى قلبى..

أمسك بيدى وألبسنى إياه,ومن بعدها أعطانى الخاتم الخاص به لألبسه
إياه..أحتضننى بقوة لننسى العالم فى تلك اللحظات..

فاجأنى صوته يخبرنى بأنه جائع,أبتسمت ونهضت معه لنحضر الطعام ونتناوله
معا...

*كانت أيام تمر كالحلم..أصبحنا نجهز منزلنا معا..نختار تفاصيله ونضع أحلامنا
على كل ركن منه..

هذه ستكون غرفة أبنتنا,وهذه للصبى أما الأخرى فهى غرفتنا...

كان يريد الإنتهاء سريعا من تجهيز كل شئ,وبالفعل فى خلال أشهر قليلة كان
منزلنا قد أكتمل تماما...

أستطيع أن أرى الأن إنه بالضبط كما تخيلناه ورسمناه معا..كم أريد أن أبدأ حياتى
معه بسرعة لتكتمل تلك الصورة التى بمخيلتى ولتبدأ قصة جديدة أكون فيها زوجته
وحبيبته,ولنبنى معا عائلتنا الصغيرة...

أفقت من أفكارى على ابتسامته وشعورى بيده الدافئة تمسك بيدى...

"هل شهر يكفى؟؟"

"شهر يكفى على ماذا؟!!"

"على زفافنا...لقد أنتهينا من المنزل الآن وجاء وقت الخطوة التالية"

"ولكن أليس شهر بقليل؟؟"

"ليس بقليل..نستطيع إنهاء كل شئ بالوقت المحدد"

أحتضنته بسعادة وخرجت الكلمات بموافقتى على رغبته...

وبعد شهر بالضبط كان يوم زفافنا..كنت أرتدى هذا الفستان الأبيض الطويل وأتأمل
نفسى قبل خروجى إليه وسط هذا الحشد...

كنت أشعر بالتوتر الشديد وضربات قلبى تتسارع بشدة...

وأخيرا حان الوقت..خرجت لأجده يقف فى نهاية هذا الممر الطويل بإبتسامته التى
أعشقها...

يبدوا وسيما للغاية وأنيق أيضا..أصبحت أقترب منه ببطء الخطوة تلو الاخرى حتى
أصبحت أقف أمامه...

أمسك بيدى وتبادلنا عهود الزواج..كان عهدا على الحب وتوثيقا لحياتنا القادمة
معا...

ولكن فى الحقيقة لقد عاهدت نفسى على حبه,وأصبح قلبى ملكا له وقدرى مرتبجطا
به فى اللحظة التى أرتديت فيها خاتمه...

كان أجمل زفاف على الإطلاق,أجمل من أجمل حلم..وأخيرا أنتهى يوم زفافنا
بوجودنا معا فى منزلنا كزوج وزوجة...

كانت ليلة كالحلم...لا أستطيع وصفها بأكثرر من ذلك...

مضت سبع سنوات ونحن معا...مازالت السعادة موجودة فى حياتنا,ولم يتخلل حبنا
البرود..ظللنا محتفظين بهذا الدفء والحب الذى إجتمعنا به,وحافظنا على الوعود
التى قيدنا أنفسنا بها...

أصبح لدينا فتى وفتاة كما تمنينا,والآن أنا أحمل طفله الثالث بداخلى...

"أعلم أن حلمنا أقتصر على فتى وفتاة..."

"إذا فيجب علينا إجراء بعض التعديلات لتشمل فتاة صغيرة تشبه والدتها..."

هذا كان جوابه عندما علم بأنه سيصبح أبا لطفل ثالث..

كم أحبه,فهو الشخص الذى لطالما تمنيته..حبيبى وزوجى..

بدايتى معه كانت بكلمة,وأما الآن فهو سطور حياتى وسعادتى وأحلامى...

إنه أميرى الذى أعيش أحلامى برفقته..

فارسى..منقذى..حبيبى..زوجى...

أريده بجوارى,وإذا لم يكن بجوارى حقيقةً..فسأغمض عينى ليكون بجوارى فى
أحلامى...


تمت

هناك 4 تعليقات: